عاد الكاتب البريطاني سلمان رشدي ليغوص في اجواء الهند وطنه الام ليستلهم منها رواية جديدة خلال رحلة مع رفيقته عارضة الازياء والممثلة بادما لاكشمي الهندية الاصل مثله.
وقال الكاتب لشبكة "ان دي تي في" في ختام زيارة متكتمة بعيدا عن الاعلام يفترض ان تنتهي هذا الاسبوع "امر جيد ان اكون هنا واتنشق من جديد رائحة الهند".
وافاد رشدي الذي اشتهر بعد صدور روايته "اطفال منتصف الليل" التي تعالج الانشقاق بين باكستان والهند انه يعمل منذ سنتين ونصف على روايته المقبلة حيث تشغل الهند مكانة كبرى.
وقال معلقا على تأليف هذا الرواية الجديدة "ان الامر شاق للغاية" متوقعا ان تستغرق المسألة سنة اضافية قبل ان يصبح الكتاب جاهزا للطبع.
ويقوم سلمان رشدي الذي ولد قبل 56 عاما في بومباي في عائلة مسلمة برحلته الثانية الى الهند منذ العام 2000 بعد سنة على رفع التهديد الذي كان يحدق به.
وكان المرشد الاعلى للثورة الاسلامية في ايران آية الله روح الله الخميني اصدر في 1989 فتوى بهدر دم الكاتب الذي اتهمه بالتجديف بالاسلام في روايته "الآيات الشيطانية". واعلنت طهران في 1999 انها لم تعد تسعى لتطبيق هذه الفتوى.
وفي حين اثارت زيارة رشدي الاولى الى بلاده تظاهرات شارك فيها مئات احرقوا دمية تمثل الكاتب المتهم بالاساءة الى الاسلام والنبي لم تستقطب زيارته هذه المرة كثيرا من الانتباه.
ولم ينزل الى الشارع سوى مئة متظاهر طالبوا الاثنين في بومباي بقتله ليذكروه بالفتوى التي ارغمته على الاختباء لفترة طويلة ولزوم السرية قرابة عقد خوفا على حياته.
ولم يعرف اليوم الخميس ما اذا كان غادر البلاد. غير ان الصحف المحلية افادت انه سيعود الى منزله في نيويورك تاركا رفيقته بادما لاكشمي تواصل ابحاثا في الهند حول دورها الجديد في فيلم حيث تجسد شخصية مهاجرة هندية مقيمة في الولايات المتحدة.
والى جانب زيارته لبومباي على الساحل الغربي للهند توجه رشدي مع رفيقته الى العاصمة نيودلهي وصحراء راجستان شمال غرب البلاد ومدينة مادراس الجنوبية مسقط رأس بادما البالغة من العمر 32 عاما.
وقال رشدي انهما تجولا في الهند "مثل اي اشخاص عاديين".
وكانت الممثلة في الواقع النجمة الحقيقية في هذه الرحلة وقد خطت اخيرا خطواتها الاولى في بوليوود عاصمة السينما الهندية.
وقال الكاتب ممازحا "لست سوى مرافقها الثانوي. فالعديد من الناس يعرفونها في حين لا يمكن لاحد عمليا التعرف الي. انا هنا بصفتي صديقها".
ولم يظهر بعض الاسلاميين سوى في المحطة الاخيرة من الزيارة هذا الاسبوع في بومباي حيث سار مئة ناشط رافعين لافتات كتب عليها "اقتلوا سلمان رشدي" و"اقتلوا رشدي الارهابي" ومرددين هتافات معادية للحكومة الهندية التي اذنت بهذه الزيارة. كما هددوا بتوجيه اكبر الاهانات اليه.
غير ان سلمان رشدي لم يبد متأثرا بالامر. وقال قبل ان يغادر الفندق في بومباي "اعتدت مثل هذه التظاهرات".
من جهتها عبرت بادما لاكشمي عن سرورها الكبير لوجودها الى جانب الكاتب في بومباي حيث اصطحبها لرؤية المنزل الذي ولد فيه وعرفها على اصدقائه الكتاب. وقالت "لم يسبق لنا ان زرنا الهند معا".
واضافت الممثلة معلقة على علاقتهما بعد ان افادت شائعات راجت العام الماضي بانهما على شفير الانفصال "اعتقد اننا تشكل زوجا ملفتا. فهو قادم من عالم ادبي شديد الثقافة في حين انني انتمي اكثر الى عالم الازياء والسينما". واكدت "اجده طريفا للغاية ويجعلني اضحك".
