ويش ... مشكلتك 6
السلام لمن سمع
وصواب الكلام لم اقتنع
يا تاجر .. يا شاطر .. يا ماهر
لماذا السعر في بضائعكم مرتفع
قلنا .. السلام
والسلام رده واجب إن سُمع
يفكر ورأسه للسماء مرتفع
في حيرة لما يدور حوله
يسأل .. ويريد أن يعرف
الاستغراب في داخله يقتله
ماذا أصاب المجتمع!!
ماذا حل بالمجتمع!!
ماذا لو الانسان بالنصيب اقتنع
ماذا لو تقاسمنا الخير
لكان لنا الشيء الكثير
وعندنا صار الشيء الوفير
وكان كل واحد في بيته .. شبع
وغرد فرحانا حتى الطير
وحلق للسماء عاليا وأرتفع
غرد سعيدا ونشر تغريده في كل مرتع
ماذا لو شكرنا وحمدنا
وبكف الدعاء لربنا ارتفع
اراك تحدث نفسك يا هذا
وأرى عينيك تغرق بالدمع
اراك في صمت حزين
ما كل هذا الحزن المشين
وكل هذا الهم
أهو الخوف من اليقين!!
فكم من ألم وهم وحزن فيك قبع
اسألك ..
وأنت القادم من هناك أيها الانسان
وأنا الصامت المستغرب المتعجب الحيران
لماذا اموالنا تذهب كالسراب كالدخان
وخيراتنا تتلاشى في لحظات وثوان
لا البحر اصبح فيه رزقنا
لا الأرض صرنا نجني منها ثمرنا
لا المال يبقى في جيوبنا
تنصهر في غفلات من محافظنا
لا شيء بقى كماضي زماننا
حين كانت البركة
وكانت الراحة فينا والضحكة
وكانت الحمد والثناء والشكر
مردوها بأمره شِعاب ومطر
كانت تجوب في معظم حوارنا
والحمدلله حمدا كثيرا
الحمدلله على ما اعطيتنا
لك الشكر لما رزقتنا
الخير الوفيرا
يفرح بتلك النعم الصغير والكبير
كانت هذه الكلمات أول ما نبدأ حديثنا
لك الحمد ولك الشكر يا الله
كنا ننهي بها يومنا
واصبحنا واصبح الملك لله
أول ما تنطقه في الصباح لساننا
نحن البشر .. نفس البشر
نفس الملامح والصور
نفس الجسد والاعضاء والرأس والشعر
زرعنا البذور حصاد وأثمر شجر وتكسر
لا ثمار عدنا في الحصاد نجنيه
ما عاد يبقى كما كان عليه
لم تعد البركة تحل في زرعنا
جفت أنهارنا وذبلت مع الايام اغصاننا
ومن البحر ولت من اعماقه خيراتنا
إن ذهبنا عدنا بخفي حنين من البحر
إن كان صيدنا وفير
صار مثل الذهب في السعر
سبحان الله لما اعطى وسبحان الله والشكر
لم يعد الانسان فينا يعرف معنى الشكر
فما الذي صار في الدهر
غريب بحق هذا الأمر
غريب وكيف لنا نعود من عسر
وكيف لنا نبحث عن اليسر
والجشع هو الذي سكن الصدر
هو الذي مزق للأسف قلوبنا
هو الذي مرضت بسببه قلوبنا
وما غير القلوب تكشف عيوبنا
بعدما ظُلت عن دربها نفوسنا
حين أصابها مرض الطمع
ثم احتلها تتار الجشع
وصارت النفس خبيثة
ذميمة ..قبيحة .. مدنسة بالجشع
فمن رأى ليس مثل الذي سمع
نحن في ضياع نمضي
كل اواقتنا في هباء تمضي
لا نصيحة ...لا حديث .. لا كلام نفع
لا تاجر .. لا بائع ..
يا أيها الغني اقتنع
انما ظلوا يلهثون وزادو بالطمع
أنفاسهم يسيل لعابها جشع
الجشع آفة عمياء تلتهم بلا رحمة
تحرمنا النعيم الصادق وتبعدنا عن الجنة
تغزو الحياة سلاح فتاكاُ يحرمنا الرأفة
فكر ضيق المردود
أن النقود وكثرها هي المهمة
نلتهمها ليل نهار نكدسها لتملء الخزنة
تحوم حول عقولنا عصافير من ورق
ذات فئات متنوعة ومهمة
يحتوينا التفكير أن نزيد في الاسعار وفي الحال
نلغي من محافظنا فئة البيسة ويبقى الريال
لا يعني لنا شيء ذاك الفقير
الله يعطيه ويرزقه ونحن نذهب في المسير
نشعل بوقود الطمع النار
ونزيد بالجشع لهيب الاسعار
لأني أنا الوزير
وأنا التاجر الشاطر الماهر الخطير
والان اصبحت امامك ... كسير
لا اعرف لي طريق غير انتظار المصير
حتى وجدتني أنت في غفلة
وسألتني عن وجودي هنا
وقلت لي
ويش ... المشكلة
هما الطمع والجشع
سموم تغزو النفس في ورع
يبقيان هما أساس المشكلة
ان ظلت القلوب تتبعهما
ظلت النفس طريقها
وتفاقمت كثيرا المعضلة
قد خسر من طمع
قد انتهى من جشع
فطوبى ألف طوبى....... لمن أقتنع!!
( حرف )
ان قل الخير قلت البركة ...
لأن الجشع اصبح طريقا ظل من سلكه !!
... من رجل!!
عالم عاشق السمراء
