السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تتعدد الأسباب و الاختطاف واحد
كنت أظن أن هذا يحدث في بلدي لوحدها , لكن القصص تحكي عنه في كل البلاد , طفولة تسرق و تغتصب و تباع و تستغل.
متعددة هي الأسباب: و قد أكون قد استنتجت ذلك بشكل أكثر وضوحاً من برنامج تلفزيوني يعرض بالقناة الوطنية برنامج "مختفون" , و يمكن إجمالها فيما يلي:
* اعترفت احدى المختطفات أنها تشعر بطاقة كبيرة للأمومة , و هي امرأة عاقر لا تنجب, و بما أن إجراءات التبني عندنا هي من أعقد الاجراءات الممكن تجاوزها , اختزلت المرأة على نفسها التعب , و اختارت الإختطاف وسيلة لإشباع هذه الرغبة.
* اعترف آخر أنه كان يختطف الأطفال ليكون مجموعة من المتسولين يعملون لحسابه , فيكونون مصدر ربح و كسب جيدين له , و لا أسهل من استغلال براءة الأطفال من أجل استعطاف رحمة من يجودون ببعض الدريهمات.
* هناك كذلك من يختطف لأجل تصفية حسابات عالقة بين الأفراد , فيكون الانتقام هو سرقة فلذات الكبد.
* نوع آخر للسرقة , و هي تلك التي تكون بين الأبوين المنفصلين, فعندما تحكم المحكمة لأحدهم بأحقيته في حضانة الطفل, يقوم الآخر باختطافه و تهريبه بعيداً عن الأعين, فيعيش الطفل محروما من الأب أو من الأم
و لكن أفظع ما يمكن قوله في هذا الصدد هو هذه الحالة من الإختطاف , و التي تتعلق بالرغبة في الإتجار الأسود بالأطفال..حدثت حادثة اهتزت لها مدينة سلا , حيث اختطف طفل صغير من أمام بيته بينما كان يلعب و يمرح مع أبناء الجيران, و استغرق الأبوان مدة اسبوعين يبحثان عن طفلهما الصغير و الشرطة تبحث و لا أثر, و بعد مرور الأسبوعين رن جرس بيت الطفل ففتحت الأم لتجد وحيدها ملقى على الأرض و وجهه شاحب مصفر, و في جيبه مبلغ 300 درهم (على فكرة هذا المبلغ لا يصلح حتى لدفع فاتورة الكهرباء) فرحت لرجوع ولدها و بينما هي تتفحصه و تعانقه إذا بها تجد أثر عملية جراحية أجريت له في منطقة الكلي...سرقت كلية الطفل و انتزع منه جزء من جسده..أمر في غاية القساوة.
هنا أستحضر ما يقوله لنا الدكتور بشكل مستمر " هو عصر الليبرالية المتوحشة..الربح السريع بأي وسيلة..حيث لا مكان للأخلاق و العواطف.."
بعد ذلك أكتشفت شبكة من الأطباء المغاربة و الأجانب , يشغلون معهم شبكة أخرى من الشباب العاطل المكلف باختطاف الأطفال , ليقوم الأطباء الأجلاء بسرقة أعضائهم و بيعها بأثمان خيالية جداً للمرضى بأوروبا .
هذا طبعا جزء مما يحصل فنحن لم نتحدث عن الشواذ الذين يختطفون الأطفال لإشباع النزوات الحيوانية , و هذا لوحده يحتاج لموضوع مستقل.
و كل ما قلته هو نقطة من بحر , يحصل هذا عند غياب الوازع الديني , و عند استغلال الأوضاع المزرية التي يعيشها الشباب و الأطفال من الفقر و الحاجة , و عند موات الضمير و انعدام الأخلاق , و كلها فتن تكرس مقولة " العالم ساحة من الوحوش..إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب".
موضوع جيد جداً أختي الأصايل
أعتذر عن هذه الإطالة لكن ما يحدث يجعلنا نسترسل دون توقف
و نشعر أننا لم نقل شيئاً
دمت بخير أختي