لا تسأليني
عن ليالي الصمتِ
في زمني العنيدْ
لا تسأليني
عن دموعِ الفجِر
والأملِ الشريدْ
لا تسأليني
كيفَ ضِعنا
كيف يختنقُ الوليدْ
فالأمسُ مات..
والصبحُ مات..
والحزنُ يجري بالوريدْ
وأنا كوجهِ الصُبحِ أخبو
خلفَ أستارِ الغيومِ
كأنَّني زمنٌ بَعيـــدْ..
والعمرُ فوقَ
مشانقِ الأحزانِ
مختنقٌ وحيـــدْ
لا تسأليني.. إنني
مازلتُ أسكبُ دمعتي
بينَ الصُّخور
والموج يلثُمُ وجَهها
لتذوبَ في ماءٍ
طَََهورْ
والدمعُ يذهبُ مِثلما
ذهبتْ سنينُ العُمرِ
غرقى في سطور
ولترحلي
يا من أتيتِ منَ السَّفر
ودعي المحبةَ للذين تحمَّلوا
عبءَ القدر
المالُ مالَ
مع الزمانِ بريقُه
والغصنُ صار بلا ثَمر
لا تطلبي القلبَ الذي
بعد ارتحالِك
قد تغرَّب وانكسر
لا تطلبي النورَ الذي
قد كان ملءَ وجودِنا
ورأيتِه طيفاً عَبَر
أهٍ وآهِ من الظلام يحيطنا
لمّا تغرَّبَ بيننا
وجهُ القَمر
