وخير جليس في الزمان كتاب ..الصديق وقت الضيق عبارات رنانة كلها تشيد بالصداقة ومفهومها الرائع ولزاما علينا نتفحص كل حرف من حروفها ...لاشك أن الصداقة بين بني البشر ضرورية فالإنسان بطبعه يندمج مع الجماعة ويأنس للضجيج والجلبة وما أحوجنا لصديق نركن إليه وقت الضيق وليس في وقت الرخاء فنحن بحاجة له كحاجتنا للما ء والهواء وأي صداقة هذه التي تكثر في وقت الرخاء وتجدب في وقت الشدة ثم نتساءل أين هي الصداقة التي تشيع فينا الإستقراروالطمأنينة والسعادة المنشودة وتخرج كل فرد من عزلته إلى عالم أرحب وأوسع .الصداقة التي أعنيها ليست وقتية ولا موسمية وإنما استوائية دائمة يتخللها السمو والرفعة والطهر والنقاء هذه الصداقة ممكن تشبيهها بنوافذ كبيرة جدا يتخللها ضوء النهار الساطع الذي يقضي على كل ظلام أما صداقة المصلحة المادة .الشهرة .المغلفة بالسكر المبطنة بالحنظل أو المتعاضدة بقشرة حلوى ولبها مليء بالسم والتي فحواها الوصول الى غرض في نفس يعقوب ليست بصداق وإنما حسرة ونكابة وندامة على مشتريها لأنها صفقة خاسرة بحيث يريد المتصادق أن يصل الى مبتغاه ثم يرحل ليبحث عن ضحية أو فريسة أخرى وهكذا وهلم جر لذا نبكي على الصداقة بحرقة في هذا الوقت بالذات لأنها ضاعت بين أكوام جحود الجاحدين لها وبعد ماذا اقول عن الصداقة التي ندرت وودعناها في ترحالها مع هذه الدنيا الفانية
سلام على الدنيا إذا لم يكن فيها صديقا صدوقا صادق الوعد منصفا
