من جميل ما قرات .....
عشتروت .....
لا يمكن الحديث عن العراق القديم وعن حضارته ومعتقداته ومجتمعه من دون الحديث عن (عشتروت )او (عينانا) وحبيبها ((تموز)) او((دموزي)). ان هاتين الشخصيتين ليسا كما قد يتصور البعض، مجرد شخصيتين اسطوريتين، بل هما الشخصيتان الاساسيتان في الديانة العراقية. (ميزوبوتاميا)
وتكمن أهمية الإلهة (عينانا) في أن الإنسان أدرك منذ القدم أن بقاءه يتوقف على أمرين أساسيين هما الغذاء والتناسل. فبدون الغذاء يموت الإنسان جوعاً، وبدون التناسل يفنى الجنس البشريّ تماماً. وقد جمعت (عينانا) في شخصها الخصبَ والجنسَ معا؛ فهي، من ناحية، تمثّل خصب الطبيعة بمياهها ونباتاتها وحيواناتها وهكذا يتوفر الغذاء للإنسان، كما تمثّل، من ناحية أخرى، الرغبة الجنسيّة التي ينتج عنها الاتصال بين الذكر والأنثى فيضمن الإنسانُ تناسلَه وتكاثرَه.
ونظراً لأهمية ((عينانا)) تلك، فقد انتقلت عبادتها من السومريين إلى الأقوام الأخرى التي احتكت بهم أو تأثرت بثقافتهم بصورة مباشرة أو غير مباشرة، كالأكديين الذين سمّوها ((عشتروت))، وشعوب جنوب الجزيرة العربية الذين أطلقوا عليها لقب (عثار أو عطار)، والكنعانيين والعبرانيين الذين سمّوها (عاشرا أو عشتروت)، وورد اسمها (أستر) في التوراة، والإغريق الذين لقبوها بـ (إفروديت)، والرومان الذين جعلوها (فينوس). ونظراً لأن الأكديين (البابليين والآشوريين) هم الذين سيطروا على بلاد سومر منذ عام 1750 ق.م. وورّثوا ثقافتهم لمن بعدهم، فإن الاسم الأكدي ((عشتروت)) هوالذي شاع بين أهالي البلاد.
ولما كانت ((عينانا)) مرهفة الحسّ جامحة الرغبة جذّابة الملامح ساحرة القول، فقد تعددت قصص غرامها وكثر عشّاقها. وكلُّ واحد منهم يطمع في الفوز بها، لتهطل الأمطار على أراضيه، وتكثر الغلال في حقوله، وتزداد محاصيله، ويرفل بالرفاء والغنى.
وفي نهاية المطاف تلتقي (عينانا) الراعي (دموزي) (أو (تموز) كما يسميه الأكديون)، إله الرعي، ويخفق قلبها لحبِّه خفقاناً ينسيها كلَّ عشاقها السابقين. التقت به ذات ليلة عندما كانت ترقص وحدها متألقة في حلبة الرقص لامعة مثل كوكب الزهرة في سماء ربيعية. وضع يده بيدها واحتضنها فحاولت الإفلات منه راجية إياه أن يخلي سبيلها لترجع إلى أمها فقد تأخرت عن موعد عودتها إلى البيت. ولكن ((دموزي)) أشار عليها أن تبقى معه وتخبر أمها بأنها كانت تستمتع بالموسيقى والرقص والغناء مع صديقة لها في ساحة المدينة، وفي غمرة الفرح نسيت الوقت وموعد الرجوع إلى المنزل. ثم يتقدم الراعي (دموزي) لخطبتها وتعيش معه سعيدة في "بيت الحياة" فتتجدد الحياة بزواج إلهة الخصب بإله الرعي.زواج (عينانا) و(دموزي)
قررت ((عينانا)) القيام برحلة إلى عالم الأموات أوالعالم السفليّ كما يسميه السومريون. وبعد إجراءات معقَّدة سُمح لها بدخول "عالم اللارجعة" بعد أن جُرِّدت من ثيابها وحليّها وتاجها. ولكنْ عندما عبرت البوابة السابعة والتقت أختها (إيرشكيجال) إلهة العالم السفليّ، استشاطت هذه غضباً وأمرت وزيرها (نمتار) أن يسجن أختها (عينانا) ويطلق الأرواح الشريرة عليها لتعذيبها.رحلة إلاهة الخصب إلى عالم الأموات
وعندما أحست الآلهة والناس وسائر المخلوقات بأن مكروهاً وقع لإلهة الخصب (عينانا) عمّ الحزن، واستنجدت الآلهة بأنكي إله الحكمة لتحرير (عينانا). فأخذ أنكي شيئاً من الطين وصنع منه مخلوقين أعطى الأول منهما (طعام الحياة) والثاني (ماء الحياة) وأمرهما بأن ينزلا إلى العالم السفليّ وينثرا ما يحملان على جسد (عينانا) لتعود إلى الحياة من جديد.
وأخذت (عينانا) أُهبتها للخروج من عالم الأموات. ومرَّت في طريق عودتها بالبوابات السبع التي دخلت منها. وعند كلِّ بوابة يُعاد إليها ما سبق أن أُخذ منها. غير أن خروجها إلى عالم الحياة كان مشروطاً بتقديمها بديلاً عنها يأخذ مكانها في العالم السفلي. ولهذا لازمتها عند خروجها زمرة من الشياطين لتنفيذ الشرط.
مآساة (دموزي)
وكان وزير (عينانا) المسمى بـ (ننشوبر) أوّل من لاقاها بعد خروجها، فحاولت زمرة الشياطين إلقاء القبض عليه وأخذه بديلاً عنها. ولكن (عينانا) تشفَّعت له بسبب وفائه لها وجهوده في سبيل إنقاذها. وواصلت طريقها حتى وصلت مدينة (أوما) فاستقبلها (شارا) إله تلك المدينة فأرادت زمرة الشياطين أخذه بديلاً عنها. ولكنها تشفَّعت له فأخلوا سبيله. وقبيل وصولها إلى مدينتها (الورقاء)، فوجئت برؤية زوجها ((دموزي)) وهو في أفخر زيّ وأروع أبهة كأنه لم يكترث لما حلّ بها من مصاب في العالم السفلي. فأشارت، وهي في فورة غضبها وقمة غيرتها، إلى الشياطين التي كانت ترافقها أن تأخذه بديلاً عنها إلى العالم السفليّ.
هجمت الشياطين على (دموزي)، وقيّدت يديه بالسلاسل، وأوثقت رجليه بالحبال، وانهالت علية ضرباً بالسياط وطعناً بالفؤوس. وحملته معها والدماء الغزيرة تنزف من جسده ووجهه. فرفع يديه متضرعاً باكياً إلى صهره الإله أوتو متوسلاً إليه أن يخلِّصه منهم وينقذه من سوء المآل. فاستجاب أوتو لتضرعاته فجعل " جسده مثل صِلّ يجوب السهول العالية" وجعل "روحه مثل طير يفلت من مخالب النسر". وهكذا تمكن أن يفلت من زمرة الشياطين ويختبئ في حظيرة الماشية. بيد أن الشياطين سرعان ما تعثر عليه وتقيّده وتنهال عليه ضرباً بالسياط والفؤوس وتقتاده مًدمّى الجسم كسير الفؤاد إلى العالم السفليّ.
·هذا الموضوع هو في الاصل قراءة في كتاب ((عشتروت ومأساة (تموز)) للدكتور فاضل عبد الواحد علي (دمشق: الأهالي للطباعة والنشر والتوزيع، 1999) 184 صفحة. إن هذا الكتاب مصنف رائع قيّم حقاً، يجمع فيه مؤلفه بين الأساطير الشعبية والحقائق التاريخية الموضوعية والأساليب الأدبيّة الرفيعة
ولكن ماذا لو احبت عشتروت ابولو هو إله الشفاء
ولا نقصد هنا الالوهيه ( والعياذ بالله ) وانما هو سرد اسطوري
انتظروا على نبض القصص ........... عشتروت وانا وابولو ......قصة حديثه الابعاد بصوره اسطوريه اتمنى ان تنال اعجابكم من
مرهفه

