الغيبه
http://up.dvd4arab.com/up/files/hgjfghjfg.gif
اعلم أخى المسلم أن الصمت يجمع الهمة ويفرغ الفكر ، وفى الحديث أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : من يضمن لى ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة
كما قال صلى الله عليه وسلم : لا يستقيم ايمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه
أخرجة ابن أبى الدنيافى "الصمت" من حديث أنس وفى سنده على بن مسعدة ، قال البخارى : فيه نظر
معنى الغيبة
أن تذكر أخاك الغائب بما يكرهه اذا بلغه سواء كان نقصا فى بدنه كالعمش والعور والحول والقرع والطول والقصر ونحو ذلك ، أو فى نسبه كقولك : أبوه هندى أو فاسق أو خسيس ونحو ذلك ، أو فى خلقه كقولك : هو سىء الخلق بخيل متكبر ونحو ذلك ، أو فى ثوبه كقولك : هو طويل الذيل أ واسع الكم أو وسخ الثياب ونحو ذلك
والدليل على ذلك أن النبى صلى الله عليه وسلم سئل عن الغيبة قال: ذكرك أخاك بما يكره . قال : أرأيت ان كان فى أخى ما أقول يا رسول الله ؟ قال : ان كان فى أخاك ماتقول فقد اغتبته ، وان لم يكن فيه ما تقول فقد بهته
واعلم أخى المسلم أن كل ما يفهم منه مقصود الذم فهو داخل فى الغيبة سواء كان بكلام أو بغيره كالغمز والاشارة والكتابة بالقلم فان القلم أحد اللسانين
وأقبح أنواع الغيبة غيبة المتزهدين المرائين مثل أن يذكر عندهم انسان فيقولون : الحمد لله الذى لم يبتلنا بالدخول على السلطان والتبذل فى طلب الحطام أو يقولون : نعوذ بالله من قلة الحياء أو نسأل الله العافية فانهم يجمعون بين ذم المذكور ومدح أنفسهم
واعلم أخى المسلم أن المستمع للغيبة شريك فيها ولا يتخلص من اثم سماعها الا أن ينكر بلسانه فان خاف فبقلبه وان قدر على القيام أو قطع الكلام بكلام آخر لزمه ذلك
وقد روى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال : من أذل عنده مؤمن وهو يقدر أن ينصره أذله الله عز وجل على رؤوس الخلائق
رواه أحمد والطبرانى من حديث سهل بن حنيف
وقال صلى الله عليه وسلم : من حمى مؤمنا من منافق يعيبه ، بعث الله ملكا يحمى لحمه يوم القيامة من نار جهنم
أخرجه أبو داوود من حديث معاذ بن أسد الجهنى
والغيبة من الامور الهامة التى ينبغى أن يبتعد عنها المسلم تماما لا سيما فى شهر رمضان المبارك ، وقد قال الله عز وجل فى كتابه الكريم
يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله ان الله تواب رحيم
وفى الحديث : ان دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام
وفى الحديث : اياكم والغيبة فان الغيبة أشد من الزنا ، ان الرجل قد يزنى ويشرب ثم يتوب ويتوب الله عليه ، وان صاحب الغيبة لا يغفر الله له حتى يغفر له صاحبه
أخرجه ابن أبى الدنيا فى "ذم الغيبة" وأبو الشيخ فى "التوبيخ" عن جابر وأبى سعيد ، وفى سنده عباد ابن كثير وهو متروك
الأسباب الباعثة على الغيبة
تشفى الغيظ أو موافقة الأقران ومجاملة الرفقاء ومساعدتهم أو ارادة رفع نفسه بتنقيص غيره أو اللعب والهزل من باب المحاكاة
أن يعلم المغتاب أنه بالغيبة متعرض لسخط الله تعالى ومقته وأن حسناته تنقل الى المغتاب اليه وان لم يكن له حسنات نقل اليه من سيئات خصمه ، فمن استحضر ذلك لم يطلق لسانه بالغيبة
وينبغى اذا عرضت له الغيبة أن يتفكر فى عيوب نفسه ويشتغل باصلاحها ويستحى أن يعيب وهو معيب ، وان ظن أنه سليم من العيوب فليتشاغل بالشكر على نعم الله عليه ولا يلوث نفسه بأقبح العيوب وهو الغيبة ، وكما لا يرضى لنفسه بغيبة غيره له فينبغى أن لا يرضاها لغيره من نفسه
وقد تحصل الغيبة بالقلب وذلك سوء الظن بالمسلمين ، والظن ما تركن اليه النفس ويميل اليه القلب فليس لك أن تظن بالمسلم شراالا اذا انكشف أمر لا يحتمل التأويل فان أخبرك بذلك عدل فمال قلبك الى تصديقه كنت معذورا لأنك لو كذبته كنت قد اسأت الظن بالمخبر فلا ينبغى أن تحسن الظن بواحد وتسيئه بآخر بل ينبغى أن تبحث هل بينهما عداوة أم ماذا ؟ ومتى خطر لك خاطر سوء على مسلم فينبغى أن تزيد فى مراعاته وتدعو له بالخيرفان ذلك يغيظ الشيطان ويدفعه عنك وعليك أن تتوب وتندم على هذه الفعلة التى فعلتها فى حق الله وحق نفسك وحق أخيك
الأعذار المرخصة فى الغيبة
http://up.dvd4arab.com/up/files/anabull1.gifالاستفتاء : مثل أن يقول للمفتى : ظلمنى فلان أو اخذ حقى فكيف طريقى الى الخلاص فالتعيين مباح والاولى التعريض وهو أن يقول ما تقول فى رجل ظلمه أبوه أو أخوه ونحو ذلك
والدليل على اباحة التعيين حديث هند حين قالت : ان ابا سفيان رجل شحيح ولم ينكر عليها النبى صلى الله عليه وآله وسلم
وقد روى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال : من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة له
أخرجه ابن عدى وأبو الشيخ فى الأعمال ، وابن حبان فى الضعفاء ، والخرائطى فى "مساوىء الأخلاق" والبيهقى فى