ولكن الذكريات والروايات تختلف في تحديد صدور صحيفة حائطية وشبه إعلانية أيضا عرفتها الإمارات ف بمدينة العين بإمارة أبو ظبي وذلك بين منتصف العشرينات وبين أواخر الخمسينات كانت فكرة الإصدار أو غايتها دعائية تقريبا ولذلك اسماها صاحبها ( النخي ) وهو يعنى ( الحمص ) وكان يكتبها بخط اليد على ( كرتون ) ثم تعلق في المقهى الذي كان قد أسسه في العين .
وصاحب المبادرة محرر تلك الصحيفة وهو ( مصبح بن عبيد الظاهري ) فإنه يتذكر القصة يومها عدد من يعرفون القراءة والكتابة في مدينة العين قليلا جدا ومعظم الناس يحفظ الشعر بالسليقة ولا يمسك قلما ومع ذلك فكر في شئ متميز كان يريد لنفسه أن يكون رائدا في هذا المجال فمن دكان صغير يمتلكه يبيع فيه ( النخي ) والتسالي انطلقت هذه الصحيفة في الإمارات ، حملت اسم ( النخي ) لم تكن هناك مطابع أو تجهيزات متقدمة كالتي تتمتع بها الجرائد الآن لذا كان يكتب أخبارها بنفسه.
منذ الصباح الباكر يتجمع الناس حول مقهى شعبي في سوط مدينة العين ومع تجمعهم تتولى الأخبار يأخذها نقلا عنهم ثم يعود إلى بيته في المغرب ليكتب هذه الأخبار على ورق ( كرتون ) وفي الصباح يعلق هذه الصحائف أمام دكانه من يشترى النخي يقرأ الأخبار ومن يقرأ الأخبار يشتري ( النخي ) وهكذا بدأت مفاهيم الإعلان عنده أنه يريد رواجا أكثر لتجارة ( النخي ) التي أصابها الكساد في ذلك الوقت منظر فريد كان يحسده عليه التجار الآخرون في السوق الذي ضم ثمانية محال
وكان مصبح الظاهري أول من أدخل الصحافة إلى العين حيث أنه وجد أكياس الورق التي يضع فيها التسالي بيضاء ومن هنا جاءته فكره أن يكتب تحياته على هذه الأوراق لكل من يشتري ثم تطورت إلى السؤال عن الأهل والأولاد ثم إلى كتابة صحيفة متخصصة ضمنتها أخبار الحوادث وجرائم قطاع الطرق ، وأخبار المواليد والأعراس وأخبار الوفيات وغيرها من الأخبار الاجتماعية وكذلك انظمها بشكل جميل واضع كل خبر حسب أهميته فالخبر الرئيسي كان عن نشاط الحاكم ثم أخبار القبائل كذلك إحصائية يومية بعدد القادمين والمغادرين من مدينة العين وإليها.
أما أهم الأخبار التي لا يزال يعتز بها مصبح الظاهري الخبر إلى نشره في ( النخي ) عن ماكينة مياه للرى اشتراها الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان في بداية الثلاثينات وكانت صيغة الخبر كالتالي ( افادت الأنباء أن ذهن الإنسان لم يتوقف عند شئ … فهو في جديد دائما ، وقد علمنا عن سمو الشيخ خليفة بن زايد اشترى ماكينة للرى ترج الأرض رجا وتعج الماء عجاً لها ازيز الريح وخرير المطر ، تنتفض كأنها زلزال لا يطاق ، فتفجر الأرض عيونا وينابيع …
وقد أثار هذا الخبر فضول المواطنين الذين تجمعوا حول القصر أياما يشاهدون الماكينة وهي تعمل
