رد: القلب الدافئ....
القلب الدافئ.....
بعد أن أرشدتها مشرفة الغرف الى الغرفة التي ستقيم فيها.... دخلت الى الغرفة بخطى بطيئة متثاقلة......كانت قد أثقلتها الهموم و الأحزان ....كانت تشعر أن الهم الذي في داخلها أثقل من تلك الحقيبة التي حملتها معها....تلك الحقيبة التي حرصت أن تجمع فيها بعض الذكريات...بعض الأشياء البسيطة التي من الممكن أن تمثل جزءا من الذكريات....فالذكريات و الأيام التي عاشتها بحلوها و ومرها لا يمكن أن يتم جمعها في حقيبة....
و بيديها النحيلتين فتحت الحقيبة و أخرجت منها صورة غالية على قلبها.. صورة تظهر فيها مع ابنها وابنتها اللذان وهبت لهما كل حياتها بعد أن توفى زوجها....
كم تشعر الآن بقسوة هذا الزمان....فبعد أن كانت تعيش معززة مكرمة في بيتها....و أبنائهامن حولها...تجد نفسها اليوم وحيدة ...ذليلة...تحيط بها أربعة جدران....فالبيت أصبح كبيرا عليها بعد أن غادره أبنائها....و أصبحت الوحدة و الوحشة ملازمتان لها....و على الأقل قد تجد هنا من تكلمه من نزيلات الغرف الأخرى...
كانت تشعر ببرودة شديدة وهي تنظر الى تلك الصورة...كل ما في هذه الغرفة بارد الملمس.....اتجهت الى جهاز التكييف و قامت باختيار درجة تبريد متوسطة....و عادت و جلست على سريرها تتأمل ما يحيط بها من أثاث و أغراض مختلفة سترافقها في أيامها القادمة.... هكذا هي الحياة....لقد قدمت في السنوات الماضية لابنائها كل ما تستطيع تقديمه من عناية و حنان و دعم و تشجيع حتى يكونوا فخرا لها....و لكن شاءت الأقدار أن يكمل كل منهما طريقه في اتجاه مختلف...فابنتها هاجرت مع زوجها الى كندا...وابنها أراد أن يكمل دراساته العليا في الخارج....فهي لن تقف في طريقهما الآن بعد كل ما قدمته من تضحيات...وبعد كل ما قدمته من حنان ودفء...الدفء الذي تعجز في الحصول عليه الآن....فهي ما زالت تشعر بالبرد..غريب أن تشعر بهذا البرد في منتصف شهر الصيف..!!.اتجهت الى جهاز التكييف و قامت بتعديل درجة التبريد الى أقل درجة للتبريد...ثم أخرجت من حقيبتها معطفا لترتديه ...كم يحمل هذا المعطف من الذكريات الغالية على القلب....كان هدية من أبنائها في آخر عيد أم جمعهما معا.....و لربما لن تجتمع بهما في الأعياد القادمة... و لكنها ستكتفي بأن تسمع بأنهما سعداء في حياتهما التي اختاراها...
أصبحت تشعر أن أطرافها ترتجف من البرد.....و أن البرد بدأ ينخر في جسمها الضعيف....و لكنها ترددت في طلب المساعدة من مشرفي الغرف في هذا الوقت المتأخر.....فلم تجد الا أن تطفئ جهاز التكييف و تخلد الى النوم ...فقد تحصل على بعض الدفئ تحت الغطاء.....و بقيت مرتدية المعطف عله يمدها ببعض الدفء...
و في الصباح...أفاقت على صوت طرقات على باب غرفتها...كانت مشرفة الغرف تسألها ان كانت تريد شيئا...وان كانت الغرفة قد أعجبتها... فأجابتها أن الغرفة جيدة وأن أثاثها مناسب...و لكنها شكت لها شدة برودة الغرفة....و أنها حاولت أكثر من مرة تخفيف درجة تبريد جهاز التكييف.......لكن دون فائدة.....ارتسمت علامات الدهشة و الاستغراب على وجه المشرفة...و هي تقول لها :- لكني كنت أخشى أن تشتكي من الحر...لأن جهاز التكييف لا يعمل ....فهو معطل منذ أشهر...!!!!
..................
تحياتي
جاردينيا
الحقيقة لي هنا وقفات إن سمحتِ لي سيدتي :
- لغتك في السرد جميلة وسلسة عبارات في متناول الجميع
وهذا يضيف جمالاً لقصتك من جهة , وتقبل القراء ويسر متابعتهم من جهة أخرى .
- أسلوبك أيضاً جميل تهانينا لقلم قاص جيد في نبض القصص ( دندنة هذا نداء عليك بهذا القلم يا صاحبي ) .
- أعتب عليك تكرار كلمة كانت , وكان بالإمكان إستبدالها بين عبارة وأخرى , لأن تكرار مثل هذه الكلمة يقطع الحدث ويعيدنا إلى الوراء ( إلى الماضي ) .
- قصتك مختصرة جداً بامكانك تطويرها ومد أحداثها ( قبل وبعد أحداث قصتك الفعلية ) وهذا باب للإبداع يفتح أمامك فحاولي التعمق في القصة أكثر فبدايتك رائعة .
- عجبتني كثيراً النهاية ( وجهاز التكييف المعطل )
- العنوان ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هل لك بتفسيره ؟
أنا أعي مقصدك , ولكن أحداث القصة المباشرة لا تناسبه .
هذا رأيي .
وأخيراً تقبيلي مني التحية والتقدير
أخيك :
رسام الغرام