حسناً انه القدر.. بل انه الواقع الذي علينا مجاراته على قدم وساق
نضع الحاضر امامنا وننسى الماضي
ولا بأس أن نفكر في المستقبل
التوقيع
"شوق"
...
كعادتها.. جلست ترسم وتخط وتنقش على صفحتها البيضاء
كقلبها الابيض الذي لم يعرف يوما الكره والغدر
ربما لو جربت طعم الكراهيه لخرجت من قوقعتها التي تحاول اخفائها
تحت عنوان "الحياة تمضي"
فعلا.. كل شئ في هذه الدنيا يمضي ويشق طريقه
وكذلك هي تحاول
نهضت اخيراً وهي متثاقله
تحسست شوق وجهها على المرآة
ادركت كم اخذت الايام منها اشياء كثيرة
الابتسام.. الفرح.. الشعور بالحياة
على الرغم من أنها لم تتجاوز الخامسة والعشرين
الا أنها تشعر أن بداخلها عجوز تقبع
قد اكتفت من جرعات الزمن
وقد تشبعت من آلاااام المحن
وسقيت اقداح من الهجر كثيراً
فأي انسان قد يقوى على أن يحتمل؟؟
...
قد تكون تلك محطة في حياتها لكنها غيرتها رأس على عقب
عرفته.. وهي صغيرة مراهقه
وتركها.. وهي فتاة ناضجة بالغة
تشع حياة وجمالا.. وحباً قد منحها شيئا جميلا
وقد سلب منها كل جميل باقي..
تعاهدا على ان يكونان معاً للابد
اخلص وعده الي ان اكمل دراسته.. التحق بكلية التجنيد
اصبح رجلا بمعنى الكلمة
وهي لازالت تتوسد على جداره
تنتظره..
فمصير كل العلاقات الحميمة ان تتوج بميثاق الزواج
ارادها
وتريده
ولكن.. للاهل اختيار آخر
ربما ستقوى شوق علىالنسيان أو أن تتناسى كل شي
ولكن دوي تلك الكلمات لازالت تصدح في مخيلتها
" ابي قال ان اقدمت على هذا الزواج سيكون مصير امي بين يدي"
فهمت شوق كل حرف يجره
وعلمت أن عليها الهروب
كما هربت سندريلا من حفلتها المعهودة
كانت نجمة الحفل
وغدت سراب يبحث عن حل
...
تحن له كثيراً.. وتكتفي بأن تحتضين وسادتها التي عاشت معها كل ايامها
من البداية الى النهاية
فكم نامت عليها وحلمت به فارس احلامها
وكم بكت عليها وخزنت دموعها فوقها
كم غضبت ورمت بها ارضاً كي تخرج نيران هيجانها
وكم فرحت وضمتها اليها
وكأنها تملك الدنيا بين يديها
...
شوق امرأة.. وما اقسى من أن يغيب الرجل عن عالمها
خصوصاً.. من تحبه
من عاشت معه سنين
كبرت معه ودخلت الي عالمه وتعلمت منه الكثير
كانا معاً جسد وروح
احبت اسمها على لسانه واحبت كل شئ يحبه
حتى وان كان يغيضها
ولكن.. لانها تحبه
علمت ان عليها ان تمنح كل مالديها له
لانه بنظرها يستحق..الكثير
وجاءت تلك اللحظة وفقدته
على الرغم من مرور السنة والنصف على الفراق
الفراق الذي حدث ولم يمهلهم ايام كي يتعودوا على ذلك
او حتى ان يظلوا معا لفترات قبل الرحيل.. وبعدها يكملوا طريقهم كل على حدة
غدت وحيدة رغم وجود اهلها وصديقاتها
مجتمعها دراستها وحتى عملها
لكنها كانت تفتقد كائن واحد فقط في خضم هذه الارضية
هو فقط... من كانت تريده
ولكن..
حين ينجلي الغيم لا نرتجي المطر ابداً
....
لماذا الحياة تمنحنا الاشياء الجميلة للحظات
وحين نريدها معنا ابد الدهر
تسرقها منا بكل سهولة..
لماذا يتلذذ بعض الاباء برؤية ابنائهم يعانون
ويريدون اختيار شريكة حياتهم
ولكنهم يمنعون منعاً باتاً
وكأنهم سيرتكبون اثماً عظيماً...
..
أجرم حين اختار مسار حياتي
بل اصبح حلم
لا يحققه الا القليلون..............
،،،،
" شوق هيا عزيزتي فهم بالانتظار"
تنبهت شوق ان عليها الاسراع
فهي لا زالت تنظر الى وجهها الذي غدا وجه آخر
عليها الآن ان تضع قليلا من الكحل
حتى تخفي تلك الدمعة المقهورة
وقليلا من الحمرة لن تضر
فلا بد ان تكون جميلة في اعين اهل عريسها الجديد
..
واقعية ياشوق
وتلك الواقعية تقتلنا في اليوم مئة مرة
..
بقلم
شجووون
..
