حدث ذات مره ... في تلك الليلة لم استطع النوم ...فقد تحلق حولي اخوتي الصغار وكل يحاول الالتصاق بي اكثر ليسالني عن الهدية التي ساجلبها له من المدينة ...واخذوا يتبارون في ودي ومجاملتي حتى غلبهم النعاس وبدوا وكانهم رهبان متصوفه يؤدون طقوسهم الحارة في حضرة بوذا . ازال الفجر قبعة الليل السوداء وازاح الستار عن صباح مشرق جميل ...تحلقنا حول مائدة الافطار .. وكان بعض النوم يستوطن عيون اخوتي ...وبالنسبة لي كان الشعور بالانقباض سيد الموقف اذ ان السفر دائما يذكرني بذلك السفر المطلق عن الدنيا . استفسرت والدتي عن انقباضي فيما اذا كان مرده قلة الدنانير التي اعطاني اياها والدي ؟؟ اجبتها بالنفي واكدت لها انها حالة نفسية لا اكثر ...وتركت القرية بعد سيل من المشاعر الاسرية المتدفقة وغادرت القرية متجها نحو المدينة ...دخلتها من جهتها الجنوبية وانا ارتدي ممعطف والدي الذي كان يرتديه في المناسبات ..ـ لقد كان واسعا وفضفاضا ـ وراحة يدي اليمنى على صدري . بهرتني الاضواء واللافتات والشوارع ومع حلول المساء تملكني شعور بالغربة وشعور بالجوع وكان الجوع اقوى...فتوجهت الى اول مطعم صادفني ..واذكر انني طلبت فتة حمص وقد جيء بها كاروع ما تكون . بعد الوجبة الدسمة تابعت تسكعي متجها الى بيت احد اقربائي وراحة يدي اليمنى جاثمة على صدري ..اصطدمت مع شابين يتحرشان بفتاه ـ كانت جميلة جدا ـ لم اتردد في التدخل ورحت اعطيهما محاضرة في الاخلاق وراحة يدي اليمنى لا تزال على صدري .. .لم تعجبهما المحاضرة واخذا يشمران عن سواعد مفتولة مليئة بالوشم والنقوش ... وامراني بالنصراف . ولولا تدخل بعض المارة لوقعت مشكلة حيث انني كنت اكلمهما وراحة يدي اليمنى على صدري وكنت مصمما اذا ما استفحل الوضع لدرجة القتال ان اقاتل بيدي اليسرى .. .اذ ان اليد اليمنى كانت جاثمة على صدري ضاغطة بحرص على محفظة النقود الموجودة في الجيب الداخلي للمعطف الفضفاض كحارسة امينة على رسوم الجامعة !!!!. في اليوم التالي دفعت الرسوم الا انني بعدها كثيرا ما انسى واضع راحة يدي اليمنى على صدري ............
