بسم الله الرحمن الرحيم
مدخلـ ...
السكوت علامة الرضا !!!
مثل أو مقولة سمعناها جميعا وعرفنا متى وكيف ولمن تقول
كان هذا منذ زمن ليس بالبعيد ومازال يردد إلى الآن
كان في زمن كانت فيه الأنفس فائضة بالصفاء والنقاء لاتشوبها شوائب
يملأها الحياء والثقة ..
عندما تجبر الفتاة على الزواج دون الرجوع إلى رأيها
وعند السؤال فإن صمت الصدمة والخوف من العقاب
تجبر العقل واللسان على السكوت ويخطر في البال ذاك المثل
السكوت علامة الرضا ؟؟؟!!!
عندما تذهب لمكان ماء أو دائرة خدمية
وتقف في الطابور منتظرا دورك وفجأة ينادي الموظف على أحد الأشخاص ممن هم بآخر الطابور
ويقدم له الخدمة بشكل ميسر متجاوزا ذلك الطابور
نصمت ذهولا لأمر الموظف
حينها يفسر سكوتنا بأنه
علامة الرضا ؟؟!!!
عندما يتقدمون على وظيفة
وينتظرون الموافقة على الوظيفة أيام وايام وقد تصل إلى سنوات
ويسمعون خلال هذه الأيام أن شخصا ممن يحملون نفس درجات مؤهلهم وتخصصهم وربما أقل من ذلك
قد قبل في تلك الوظيفة
يلتزمون الصمت حينها قهرا وتعجبا
...يٌفسر صمتهم أنه علامة للرضا
شعب يذل ويقهر ويقتل وتسلب أمواله وكل عوامل العيش الكريم و حق الحرية
يصمتون خوفا من الذل والعقاب
بالطبع سيقال لهم :
لايريدون شيئا
فالسكوت علامة الرضا
عامل مثابر في عمله يتقنه على أكمل وجه لا يتاخر عن عمله دقيقة واحدة منتظم فيه مواظب عليه يعمل ليل نهار
وتحت لهيب الشمس حتى يرضي ربه ومن ثم
ينجز عمله لخدمة الآخرين لكنه لايعطى أجر عمله
ولا حوافز حتى معنوية
وآخر لايجيد العمل الذي وكّل إليه غير منتظم فيه لايبالي بخدمة الناس لكنه يحصل على مرتب أعلى وعلاوات دائمة
وحوافز مجزية ويوضع في أرقى الأماكن وأكثرها راحة
صمت مذهل لذلك العامل المنظم المتقن في عمله
لايستطيع سوى الصمت
يطبقون عليه مقولة :
السكوت علامة الرضا ؟؟؟!!!
ولد طائش يسهر الليالي بعيدا عن والديه وأهله لايعرف مدى الضرر الذي قد يسببه لنفسه ولأهله ولوالديه بالمقام الأول
يرجع إلى المنزل في ساعة متأخرة
يقابل بصمت من الأهل وقليل من الابتسامة من الأم التي لاتريد أن تضغط على ولدها وكأنها تقول له "كفى ياولدي ليس كل مرة تسلم الجرة"
ثم يفسر هو ذلك الصمت وتلك الإبتسامة بأنها
علامة الرضا ؟؟؟!!!
تلك الفتاة التي اجبرت على الزواج لم تستطع أن تقول رأيها خوفا من جبروت الأهل والعادات والتقاليد
إلتزمت الصمت عن الكلام وقلبها يقطر دما وخيبة أمل
ذلك الموظف الذي خالف الطابور الذي سنته دائرته والتزم به الجميع إلا هو
صمتوا حفاظا على دورهم وكي لا يغضب الموظف منهم وأملا في خدمة ميسرة
ذلك المدير الذي رمى بملفات من تقدم للوظائف المعلن عنها جانبا
بانتظار من يقدم أو يرد له من خدمه في مكان وزمان سابقين ليرد له الخدمة على حساب الضعفاء
أو ليبقي مقاعد وظيفية لأقربائه ومعارفه لينال المديح والمنزلة الرفيعة بينهم
صمتوا لأنه "ما باليد حيلة"
ولأن الرزق من عند الله ورضا بما قسم الله
ذلك الشعب المنذل المقهور الذي لايستطيع أن يقول رأيه و سلبت حريته منه
يصمت أملا في حدوث معجزة قد تخرجهم من صمتهم
لكن ان يصل الأمر إلى الشرف واغتصاب الفتيات بداعي التحقيق معهن
هنا فقط ينفجر الصمت
العامل الذي يكد على نفسه وعلى عائلته
سعيد بما يقدمه لوطنه من خدمات رغم كل الصعوبات التي تواجهه
لايغضب ولا يتضجر من خدمة وطن طالما حضنه
لكن صمته فٌهم بالشكل الخاطئ
الولد الطائش
لم يحاسب نفسه يوما على أفعاله الخاطئة
لا يتقبل النصيحة من الآخر ولا يعرف معنى صمت وابتسامة تلك الأم التي تدعي له بالهداية في صمتها
يظن انه يفهم كل شيء
لكنه فهم صمت والدته خطأ
مخرجـ
في هذا الزمن لايمكن أن نقول أن السكوت علامة للرضا
بل أصبح علامة التضجر والسخط والزعل بشكل مذهل
طاب لي فنقلته

