جيران
كنت كثيرا ما أهرب بنظراتي أسترق النظر إلى شرفته
المطلّه على نافذتي
الغريب أنني كلما هربت , توجهت لتلك النافذه
لعــله, كان يعرف أنني أدمنت مراقـبته
الشُرفـــة , كما تعودت أن أجد تفاصيلها
فنجان قهوة على طاولة صغيرة,
وجســد متــهالك مُلقى على مقعد خشبي
بين يديه صحيفــة يقرأها بكل تمعن
تســاعده نظارتة السميكة التي تكاد تكون إلتصقت بوجهه
,
لـــــــكن مهلاً ,
كيف لهذا الإنسجام أن يتبدد كلما فتحت نوافذ غرفتي
رغمــا عني كنت أُلقي نظرات مشردة لتلك الشرفه
وأرسل إبتســامة لم تكتمل ملامحها
تختفي بسرعة , بمداهمة عينـــاه نحو نافذتي
/
\
فـــــ/ عيــناه لم تكن تختشي ,
و كأنه يشتهي رؤية عيناي وهي تغوص بعمق
نحو المحال ..!
لا أعلم إن كان قد وجد ضالة هو ينــشدها ؟
أم أنه يمعن النظر, يوبخ فضولي نحوه. . .!!
أتركــه دائما وأنا غارقـــة أبحث
لتـــساؤلي إجابات ....!!
/
\
..... لما شرفته اليوم مغلقة ,
وبالأقفال موصدة .....!
أنه شئ محير لم تكن عادته ليغادر قبل حلول أيلول
ربما فاجأتة الظروف بطارئ وغادر على غير عادته ... !!
,,,,
لم يكن صبري يحتمل أن يصمـد ,
أمام التخمين عن سرّ رحيله المفاجئ
أقفلت نافذتي ,
وتعللت لأمي بذهابي لزيارة إبنة جارتنا أم أحمد
أحلام , لطالما أمي أحبتها, وترى فيها صفات
الفتاة الخلوقة
أخذتني خطوات أقدامي نحو بيت الجارة أم أحمد ,
التي تسكن الطابق الأرضي لنفس البنايه التي
يسكنها صاحب الشرفة المطـلّة على نافذة غرفتي ..
\
لا أعرف السبب الذي يجعل جارتنا أم أحمد أن تؤجر
الطابق العلوي لبيتهم ,
لهذا العجوز لبضعـــة أشهر بالعام ..!
/
\
يداي مثقلتان , عاجزة عن رفعها لــ/طرق الباب
جسدي كــأنه عائد من قتال
لم يعد هناك داع للســؤال
كُتــب على مدخل البيت :
إنتقل إلى رحــمة الله الجّــار أبو أحمد ...!!!