رئاسة الرئيس بوش .. أولها حرب .. وآخرها كارثة مالية!!10/12/2008
بقلم: عيسى بن محمد الزدجالي: ماذا استفاد المواطن الأمريكي من حكم الرئيس جورج بوش منذ توليه رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية سوى الخراب والدمار وإلحاق اقتصاد البلاد بأضرار بالغة وانهيار النظام المالي وهبوط سعر الدولار الى أدنى مستوى وجلب أعداء للشعب الأمريكي بدلا من أصدقاء؟! وهذه هي انجازاته!! ولعل الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن سيكون الرئيس الأشهر في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية ليس لانجازاته الهائلة ، وعبقريته النادرة في تحقيق آمال وطموحات الأمريكيين ومعهم شعوب العالم المتطلع دائما إلى أمريكا باعتبارها القوة الاقتصادية الأكبر والأكثر تغلغلاً في اقتصاديات دول العالم. ولكن ..الرئيس بوش سيكون الرئيس الأشهر في التاريخ الأمريكي لأنه بدأ ولايته الأولى كرئيس بحرب أمريكية خارج الحدود لمحاربة ما أسماه بـ " الإرهاب" عقب وقوع أحداث سبتمبر 2001م وهي الحرب التي مازالت أمريكا وحلفاؤها يعانون الأمرين جراءها حتى يومنا هذا ، ثم تلاها بوش بعد مرور أقل من عامين بحرب أخرى في العراق خسر فيها أكثر من 4 آلاف جندي و 300 مليار دولار. وها هو الرئيس الأمريكي الأشهر ينهي ولايته الثانية التي اختاره لها الشعب الأمريكي بكارثة اقتصادية ومصالح مدوية على الرغم من وعوده البراقة التي انطلت على الأمريكيين رغم انها لم تنطل يوما على غيرهم ، وهذه هي إدارة بوش تسارع باعتماد خطة الانقاذ التي وصفت بالعملاقة ربما قياساً لحجم المبالغ التي ستتكلفها الخزانة الأمريكية من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين وقدرها 700 مليار دولار لإنقاذ مايمكن إنقاذه من المؤسسات المالية الأمريكية المنهارة تماماً وتلك التي تحتضر وتنتظر إعلان وفاتها اقتصادياً . ولاشك في ان الانهيار المالي الذي تشهده كبرى البنوك والمؤسسات المالية الأمريكية حاليا لم يكن وليد اللحظة ، ولم ينتج فجأة كما يتخيل البعض ، وانما جاء الانهيار كمحصلة طبيعية ومنطقية بل ومتوقعة لأحلام التوسع الامبراطوري التي تبنتها الادارة الأمريكية الحالية بقيادة الرئيس جورج بوش والحروب الخارجية التي أصر بوش على المضي فيها مسخرا كل الامكانيات الأمريكية لتمويلها رغم ابتعاد كثيرين من رفاقه المهمين والمخلصين في الادارة الأمريكية بالاستقالة واحدا تلو الآخر ، لكن بوش مضى في تنفيذ مخططاته بلا هوادة تاركا الشؤون الداخلية والاقتصادية لبلاده ومصالح مواطنيه من تأمين ورعاية صحية واجتماعية وتوظيف وراء ظهره حتى جاء طوفان الانهيار المالي الكبير ليستفيق الجميع من سباتهم العميق. والأمر الأكثر خطورة ان صندوق النقد الدولي يرى ان الأسوأ مازال بانتظار الاقتصاد الأمريكي خلال الشهور المقبلة ، وخصوصا ان المزيد من المؤسسات المالية العملاقة يتوقع انهيارها بين لحظة وأخرى رغم مئات المليارات التي ضختها الحكومة الأمريكية بإصدار سندات خزينة ولكن الدولار في هبوط مستمر لأن 700 مليار دولار لا نكفي لتغطية العجز وسوف يضاف مستقبلاً مبلغ 700 مليار آخر في الشهور القليلة القادمة. ولعل دول العالم التي تعرضت أسواق المال فيها لهزات عنيفة عقب الزلزال المالي في أمريكا تراجع نفسها الآن في مدى ارتباط اقتصادياتها بالاقتصاد الأمريكي الذي أصبح مهددا بالافلاس الشامل حتى يتجنب العالم مواجهة كارثة اقتصادية عالمية كالتي وقعت في عشرينيات القرن الماضي حين عاش العالم مرحلة الكساد الاقتصادي الكبير.
