في الشهر الفضيل .. 1- المستهلكون
[ALIGN=JUSTIFY]ذلك ما نصنعه في الشهر الفضيل وبالنهاية نمسي مفلسين وعقولنا كذلك .. تستهلك النقود والتغذية .. ونجعل العقل بلا توعية .. نصنع العكس دائما بدراية ودونما دراية ...
في الشهر الفضيل ..
1- المستهلكون
إحساس ..
أقبل شهر العبادة .. والناس تستقبله بالخضراوات والفواكه .. لكي تنمي أجسادهم .. وعقولا فارغة دونما استفادة .. وهمس طوال الليل وسهر .. وأجسام على الأسرة رقاده .. تجد النشاط والمرح واللهو والكسل في العبادة .. والأكل له دور في تكرس النفس بلا حدادة .. فأين الاعتدال إذا الأناس يعشقون الأكل ثم الوسادة .. ولا يهتمون ولو في شهر واحد شهر العبادة .
نقطة الاستهلاك ..
فقبيل حلول هذا الشهر الفضيل ، تجد هناك همس كثير ، وتشتت أفكار ، وانتظار طويل ، تجد طابور متعرج ، وأناس من الدهشة تتفرج ، يسكنهم الغم من كثر الانتظار تنزعج ..
أصبح الصمت الطويل والانتظار الطويل ، بعدما رأيت أناس تتهافت إلى المحلات التجارية والأسواق كي تستعد لذاك الشهر الفضيل تستعد بالتغذية القوية والتخمة الزائدة دون أن تحسب لنفسها وعقلها أدنى حساب .
أقبل شهر رمضان وأقبل الاستهلاك الدائم معه حتى ينتهي وكما يقول البعض أقبل رمضان وسنأكل به كثيراً لان في هذا الشهر تتزايد الوجبات و تتكاثر ويعدون مائدة تلو مائدة كأنها يعدونها لحفلة أو وليمة ، أما يتعجب الشخص من تلك النفوس التي تتهاتف بكثرة ويتزايد استهلاكاتهم وهذه العادة حيث تتزامن قبل أو في أوائل شهر رمضان حيث أولئك الناس يتهافتون بكثرة فلا تعلم من أين يأتوا ويتهافت عليك و يأخذون كميات هائلة حتى تنفذ الكمية والبضائع من المحلات وتزداد الطلبات وتتطاير الألسن لم لا نجد هذا ولم لا نجد ذاك و ..
أحب الطعام لا يتزايد إلا في رمضان ، أكثره المأكولات الشهية لا تصنع إلا في رمضان ، أكل شئ حلو لا يؤكل إلا في رمضان ، أكل مشروب منعش لا يشرب إلا في رمضان..؟!.
أصبحت النفوس لا يهمها إلا الطعام فقط ، فقد تتزايد وجباتهم بدل أن تنحف أجسادهم تتزايد فوق حجمها الطبيعي بكثير ، وذلك لأن أصبح معدل وجباتهم أكثر من الوجبات المعتد عليها ، مناقضة ما بين الوجبات الرمضانية والوجبات الطبيعية ، أصبح الإفطار هو الإفطار والغداء عشاء والعشاء سحور وما بين الفطور والعشاء وجبة خفيفة أو شربة باللحم أو بالدجاج وقد تكون غيرها من المواد المشهية ، وما بين العشاء و السحور وجبة أخرى وليس وجبة بسيطة لأنها قد تكون قبل النهاية وبعد تلك الوجبة شئ من المقبلات كأمثال صحن من الكريم كراميل والجيلي ولقمة القاضي .. وغيرها وإذا هما الشخص بالخروج هو وعائلته أو مع أصحابه أيضا وجبة من المشاكيك أو التكة وغيرها من المقبلات التي أعدت أو ستعد لاحقا أو يستقبلها المرء بعد ذلك ، وقد يعد بعض الناس قهوة ليلية كل يوم عبر شهر رمضان كجلسة داخل مجلس ، وهذه العادة الكثير من النساء تعمل بها في هذا الشهر ففي كل يوما يجلسن في بيت واحدة من جارتهن قد أعدت لهن مائدة من الطعام الذي لا يعدُ إلا خصيصا لهذا الشهر .
هكذا تتزايد الوجبات وهلم جرى في هذا الشهر الكريم ونجد أن في هذا الشهر تتزايد الاستهلاكات أكثر من الشهور الآخر والاستهلاك أصبح أمر عادي عندنا فإلى متى ..؟!.
عقول المستهلكين
إلى متى هكذا الطعام يغرينا .. والعقل في كثرة الطعام بات فارغ .. أنطعم عقولنا قذاذا.. فالعقل علينا قد طغى .. فمتى نحكم عقلنا ونجعله عقلا راسخ .. فعذرا آيتها العقول إذا الاستهلاك عليك قد طغى .. ثم عذرا إن أصبحت بلا عقلا و قلم بات فارغ .. فكيف أحكم للناس وأحكم لمن بغى .. فما لي إلا صمت إذا النفس من النفس أعلنت صراخ ..
تحياتي الجنونية ...
[/ALIGN]
