O?°· (عطـور جـذابـة تقتلـنـا بصمت ) ·°?o
أوضحت مجموعة من الدراسات أن نحو ثلث سكان العالم يعانون من الأعراض أو الأمراض غير المبررة من مثل
(( الصداع )) و (( الطفح الجلدي )) و (( حساسية الصدر )) و (( الجيوب الأنفية )).. نتيجة استخدام بعض منتجات العطور المقلدة المنتشرة بالأسواق حاليا، الأمر الذي جعل الشركات تطالب موظفيها بالمقاطعة الكلية لمثل هذه المنتجات.
وفي دراسات عدة أثبتت الأبحاث أن هناك ما بين ( 1% إلى 2% ) من السكان مصابون من مرض (( الأكزيما )) و هو مرض جلدي ينتج عن الاستخدام المفرط للعطور بأنواعها المنتجة في معامل غير مؤهلة تقنياً والتي لا تقوم على أبحاث طبية.
و لأن الأمر خطير بحق، فإن تجنب مخاطر العطور التي نجهل مكوناتها يحتاج إلى الإستناد
على آراء علمية نظرا للإقبال الشديد على هذه المواد في أجوائنا الدافئة والرطبة، لحاجتنا إليها بشكل يومي، وتحديدا بين الفئات العاملة من الرجال والنساء اللذين يقضون ساعات من اليوم في أجواء العمل.
و يقولون بعض أساتذة (( علم الخلية )): ** لنتخيل أنه في يوم عيد ميلادك مثلاً، أو أي مناسبة سعيدة أخرى قدم لك أحد أصدقائك (( تركيبة كيميائية )) تحتوي على كمية من الكيروسين، أو البنزين أو زيت التشحيم، في زجاجة نقشت عليها رسوم أنيقة عبارة عن مجموعة من الزهور أو غيرها، وختمت بـ ((صنع في عاصمة العطور)) وأخذت تستخدم هذه الهدية على الملابس وعلى جسدك و أنت غير مدرك للتركيبة الخبيثة، إلا بعد أن تجد نفسك غير مرتاح لوجودها على جلدك و ملابسك التي أصابها (( التبقع )).
كما أضافوا أيضاً: إذا كانت تلك الزجاجة تحتوي على أحد العطور ذات الشهرة العالمية و العبير الفواح والأسعار الباهظة، فهل يعقل أن نصدق الفرق بين الهدية الأولى والهدية الثانية و أن كلاهما واحد و الأصل واحد ونتائج الاستخدام واحدة ؟ بالقطع فإن النتيجة غير واحدة !! وإن استعصى تمييز بين الزجاجتين من الخارج.
بيد أن أثبتت الأبحاث العلمية أن هذه المركبات تتسبب في عدد مفزع من الأمراض الخطيرة والمستعصية من مثل:-
أ-الغثيان.
ب-الربو الشعبي.
ت- الحساسية التي تصيب الجلد.
ث-الجهاز التنفسي.
ج-خفقان القلب بصورة غير منتظمة.
ح-الإلتهاب الرئوي.
خ-الطفح الجلدي.
د-الأكزيما.
ذ-الأورام السرطانية (( في بعض الأوقات)).
السبب في ذلك كما تفسره القياسات والتحليلات المعملية، أن هذه العطور يدخل في تركيبها مواد متلفة، أما الخطير بالأمر كما يصفه العاملين على هذه الأبحاث فهو عندما تخترق هذه المواد الكيميائية الجلد، فإنها على المدى الطويل تلحق ضررا بأعضاء أخرى داخل الجسم مثل (( الكليتين )) و (( الكبد ))، و الأخطر من ذلك أن لهذه المواد القدرة على اختراق الخلايا والاستقرار بها، ومن ناحية أخرى ثبت علمياً أن تلك المواد تصل إلى الجسم ليس عن طريق الجلد فحسب، و إنما يعد الاستنشاق أسلوباً مباشرا لوصولها إلى المخ والجهاز العصبي.
وعلى الرغم من وجود خطوط دفاعية طبيعة تحول دون وصول هذه المواد الضارة إلى المخ عبر قنوات الدم، إلا إنها قد تعجز عن الوقوف أمام هذه المواد الآتية إلى المخ عن طرق الاستنشاق والجهاز التنفسي، ولعل أبرز دليل على تلك الأضرار التي تنتج عن طرق تعاطي المواد المخدرة، مثل (( الكوكايين )) و (( الهيروين ))، و التي تؤثر بشكل مباشر في خلايا المخ والجهاز العصبي.
كما يحذر القائمين على هذه الدراسات أن المنتجات الكيميائية في الوقت الحاضر باتت عديدة ومتنوعة، فإلى جانب العطور ومستحضرات التجميل، هناك مجموعة من مواد التنظيف والتطهير التي تستخدم لتطييب جو المنازل و السيارات و داخل الغسالات لإضفاء النعومة على الملابس بشكل عام وكذلك العديد من أنواع الصابون حيث تعتمد غالبيتها على هذه المواد والتركيبات الكيميائية الضارة في صناعتها.
بما أن صناع العطور ومستحضرات التجميل يدركون كافة الأضرار الخاصة بالمواد وما تحويه من تركيبات، يتعين عليهم وضع ملصقات تحذيرية للمستهلكين وخصوصا من يعانون من بعض أنواع الحساسية من استخدام أنواع معينة من المنتجات، ولكن مثل هذه الإجراء لن يكون كافيا لتفادي انتشار هذه الأمراض الخطيرة التي تنتج عن استخدام مثل هذه المركبات.
فمن حق المستهلك أن يكون على وعي كامل بحقيقة المواد الكيميائية التي يستنشقها أي يضعها على جلده وبالأضرار الصحية التي يمكن أن يتعرض لاستخدامه لمثل هذه المواد
وخاصة إننا نعيش في بيئات مغلقة و قد نتعرض إلى مثل هذه المخاطر في أغلب الأحيان.
