بابا
صوت طفل كسر الروتين اليومي ونثر عطرا من براءة الأطفال
أجاب اسعد وهو يضم ابنه:هلا بابا ,أي ريح طيبة أتت بك؟
منى وهي تحاول أن تخفي غيرتها وتساؤلها عن هذا الطفل ولم يقول بابا؟:مين العسل؟؟
وهنا دخلت امرأه جميله وبصوت عذب : وينه؟ وصل؟
ثم ألتفتت إلى منى: السلام عليك اعذريني هالشقي قطع نفسي وأنا اجري وراه
تأججت الغيرة في صدرها وأجابتها بابتسامه مزيفه : وعليك السلام
اسعد مخاطبا ابنه:روح سلم على عمتك منى
اسامه:هلا عمتي .كيف حالك؟
منى محاولة اخفاء حزنها: هلا حبيبي كيف صحتك؟
اسعد: اعرفك على ابني اسامه والحين راجعين من المستشفى كان عنده موعد........................
لم تعد تستطيع أن تسمع ما كان يقوله فكلمة الغالية أشعلت نارا حطبها الغيرة ودخانها حزن معرفة الحقيقة المرة التي لم تكن تعرفها بحكم أنهما لم يدخلا في خصوصيات بعض من قبل
قررت منى بحكمتها وسداد رأيها أن تبتعد وألا تفكر فيه بغير كونه زميل يستحق الاحترام
فمبدأها في الزواج "لا للمتزوجين والمطلقين"
لا تريد أن تلعب دور الزوجة الثانية أو دور البديل ,ثم إن زوجته جميله وهو يكن لها مشاعر قويه تجعله يلقبها بالغالية أمام الأغراب
فقالت في نفسها:إذن ابتعدي وانسحبي بهدوء ولا تسقي بذرة هذا الحب حتى يكبر ويصبح شجرة بأوراق صفراء يابسة ,فحب من طرف واحد يعني عذاب مر
وأعادها إلى الواقع صوت اسعد وهو يقول: وهذه أختي حنان عذبناها معانا اليوم
وفي عالم منى الداخلي: أخته؟؟ حمدا لله ,صمتت لبرهه: ولكن تظل هناك أمراه اسمها أم أسامه
اسعد مشيرا إلى منى : وهذه منى التي أخبرتك عنها
حنان: تشرفنا وهي فعلا جميله مثل ما قلت لي وشكلها تستاهل كل خير
منى بخجل: الشرف إلنا
جرت حنان أخيها إلى مكتبه :هااااااه بشر نقول مبروك؟
اسعد:أي مبروك؟ هو احد يقدر يأخذ راحته في وجود مديرنا؟؟
جحظت عيناه :مديرنا؟؟ الملف؟
اعذريني حنان انا معاقب اليوم ولازم ادرس هالملف ما بقى على نهاية الدوام إلا ساعتين وأخاف ارجع لكم نصفين لان مديرنا قال إذا ما قطعت الوقت يقطعني
فضحك الجميع وقررت حنان أن تأخذ أسامه وتعود للمنزل , ودعت منى على أمل أن تراها في القريب العاجل
عاد اسعد لملفه وقامت منى بمساعدته بعد انتهاء عملها
أعلنت الساعة نهاية الدوام وكان اسعد وقتها يضع اللمسات الأخيره للتقرير
هرول مسرعا إلى مكتب المدير والذي كان يهم بمغادرة مكتبه
اسعد :هذا الملف اللي طلبته مني
المدير: كنت متأكدا انك ستنهيه. وأنا سأدرسه في المنزل وأريد مناقشته معك غدا لا تنسى تضبط المنبه
اسعد: من النجمة أكون هنا
وفي داخله يقول:ما كافي ضيعت علي فرصه مصارحة منى بحبي لها؟
عاد إلى مكتبه وكانت منى ما زالت هناك ترتب مكتبها وتلملم أغراضها
اسعد: الحمد لله سلمته التقرير في الوقت المناسب والفضل لله ثم لك ,ما اعرف ايش كنت أسوي بدونك
منى"بفكر مشغول بأسامه وأمه":لا أبدا أنا ما سويت شي
اسعد: منى ممكن طلب؟ هو سبق وطلبته منك ورفضتي بحجه انك ما تريدي مضايقات عمل في البيت. ممكن اخذ رقم تلفونك؟ أريد أكلمك في موضوع مهم وما فيني انتظر لبكرة أنا متفائل بهذا اليوم
منى"محاولةً التهرب من طلبه فهي لا تريد أن يربطها شي برجل متزوج":وايش هو الموضوع؟ أخبرك الحين مستعجلة يصير خير لبكرة
اسعد وهو يكتب على قصاصه ورق:لحظه أرجوك الموضوع مهم ترى قلبي ما عاد يتحمل
شعرت بخوف وهي تسمع "قلبي ما عاد يتحمل" أخذت القصاصة دون أن تنظر إلى ما كتب فيها
اسعد: أرجوك فكري وانتظر ردك اليوم وتأكدي إني ما راح أضايقك بعدها
أسرعت منى بمغادرة المكان,صعدت سيارتها وعادت للمنزل دون أن تفتح القصاصة
دخلت غرفتها وجعلت ترقب تلك القصاصة على أمل أن تبوح بما كتب فيها
وبعد صراع بين خوف وفضول فتحتها ووجدته قد كتب رقم تلفونه وتحت الرقم كتب " احبك"
ارتعدت خوفا واختلطت في داخلها المشاعر بين خوف وفرح وحيره وغيرة ومشاعر أخرى مما جعلها تذرف الدموع
لم تستطع التفكير في شي آخر ..كيف تتصرف؟....ومن أم أسامه؟؟..... وأين هي؟؟.... ولم لم تأتي معهم اليوم؟؟......وهل يحب زوجته؟؟....ولم أذن كتب لها احبك؟؟
فالقلب لا يحب اثنتين والكثير الكثير من الأسئله
قارب موعد نومها ,تذكرت كلمته" أرجوك فكري وانتظر ردك اليوم"
بلا شعور وجدت نفسها تفتح هاتفها على الرسائل احتارت ماذا تكتب؟ فهي لا تعرف ماذا يريد ؟ ومن هي بالنسبة له؟
وهناك في منزل اسعد
أعصابه متوترة و أسامه ينظر إليه بحيرة: ايش فيك بابا؟
حنان :راح تتصل صدقني أنا امراه مثلها وقد لاحظت غيرتها عليك اليوم
اسعد:يمكن أكون تسرعت؟؟متأكده أنتي أنها كانت غيره؟
حنان: شفيك اسعد؟؟ أنا ومنى حريم ونفهم على بعض, وبعدين أنا أول مره أشوفك كذا خلاص عاد قلت لك تحبك
اسعد: يسمع منك ربنا
صوت رسالة جديدة في هاتفه
اسعد:قولوا آمين
حنان واسامه: آآآآآآآآآآمين
تهلل وجه اسعد وهو يقرا الرسالة أجاب:رقم غريب والرسالة تقول
"وأم اسامه؟؟"
اسعد: لا بد انها هي
حنان: أخبرتك أنها تحبك
أسرع اسعد بدخول غرفته ليتصل بحنان
ضربات قلبه تتسارع
منى: الوو؟
اسعد: السلام عليك يا الغالية
منى: وعليك السلام ولو سمحت الغالية لام أسامه ما إلي أنا
اسعد:أم أسامه الله يرحمها وراح أخبرك بالقصة كلها بس أريد أقولك شي قبل ما ابدأ ممكن؟؟
منى: الله يرحمها أنا آسفه وتفضل قول
اسعد: احبك
منى: اسعد؟؟
اسعد: أموت فيك وكنت ناوي أصارحك اليوم بس خفت الوقت يقطعني
فضحكا واخبرها بحادثة أم أسامه بعد ولادة أسامه بيوم وكيف أن عمته هي من اهتمت به ورعته
وسرد لها كل الحكاية
ثم قال:وبصراحة انا من لما ماتت ام اسامه ما عدت افكر اتزوج لكن أخلاقك العالية هي اللي خلتني أقوم بهذه الخطوة وأنا بصراحة ما ألزمك بشي وتأكدي أن لك مكانه كبيره بقلبي ما سكنها احد وبيني وبينك نظرتك اللي استقبلتيني فيها اليوم حسستني انك كنت خايفه علي والحلم كنا أنا وإياك تحت شجره وأيدينا بيدين بعض , وحنان تقول انك كنتِ غيرانة صح؟
منى:اممممممممم بصراحة بصراحة ........صح
اسعد بصوت عالا:احبــــــــــــــــــــــــك
حنان لأسامه:مبروك حبيبي والحين خلينا ننام أبوك شكله مطول
.................................................. ....................................
