هل الغيرة سم قاتل بالنسبة للمرأة؟ وهل هي الصخرة التي يتكسر عليها الحب؟ وهل هي حقا مشكلة تؤرق بال المرأة وتخرجها عن صوابها وهل للغيرة دور في« خراب» البيوت؟ وإذا كانت الغيرة داء فما هو دواؤها؟ وما هو دور الرجل في كل هذا؟ كلها أسئلة أتمنى أن تلقى أجوبة ممن لهم دراية بالأمر سواء كان العنصر النسوي أو الجنس الآخر..
وإلى أن يأتي هذا الموعد خذوا معي هذه الصورة الحية من واقع معيش لأحدهم عاشه مع إحدى النساء المصابات بهذا الداء..ففي الرابعة صباحا اتصلت به وقالت له..هل حضرتك فلان؟!
فقال: أعتقد ذلك!!
قالت: أنت غير متأكد من نفسك إذن؟
قال: ولا من أي شيء آخر!!
قالت: إذن أنت لست فلانا؟!
قال: الله أعلم!
قالت: هذا شيء غريب!
قال: الأغرب أن تطلبيني في الساعة الرابعة صباحا!!
قالت: كنت أظنك جالسا تفكر مثلي!
قال: جالسا أو واقفا أو نائما لا أحد يتصل بآخر في الثالثة أو الرابعة صباحا
قالت: حتى وإن كانت المسألة مهمة؟!
قال: هي مهمة بالنسبة لك وليست بالنسبة لي؟!
قالت: ولكنك صديق الجميع وتفتح قلبك للجميع وتسمع للجميع..
قال: ولكني لست رجل شرطة ولا دكتورا ولا رجل مطافئ، فأنا كما قلت صديق وفي
مثل هذا الوقت أكون خارج نطاق الخدمة..
قالت: أولا يقوم الصديق بمساعدة من يحتاجونه عند الحاجة خصوصا إن كانت
قاتلة!!
قال: أيساعد الناس و يموت هو!!
قالت: وما الذي يميتك ويقتلك؟؟
قال: رنة هاتف في الرابعة صباحا ومشكلة تحكيها امرأة مندفعة مثلك..
قالت: أيمكن أن تعطيني شيئا ينقذني من السقوط؟!
قال: لا يمكنني أن أعطيك غير عكاز من الكلام لتستندي إليه..
قالت: وإن أردت بضاعة تحمي قلبي من الإفلاس..
قال: بضاعتي أيضا الكلام..
قالت: هناك مشكلة لم تساعدني كل رافعات العالم في زحزحتها وأنا الآن أعيش
وسط دخانها..
قال: هل طار طير حبك وعشش في شجرة أخرى؟؟
قالت: لا.. بل يريد أن يقتلني هذا الحبيب!!
قال: بأي سلاح..؟ بالسكين..؟
قالت: ...لا..
قال: بالمسدس..؟
قالت: ... لا..
قال: بالسم.. أم برميك من الطابق العشرين!؟
قالت: ...لا..
قال: بأي سلاح إذن؟!
قالت: .. بالغيرة..
وانقطع الخط..
