تموز .. هل كانت صدفة .. أما تلك من رسمت لنا موعد .. هل نحن حق أحببنا بعضنا من أول لقاء .. هل أحببنا بعضنا ونحن لا نعلم معنى الحب .. أنذاك .. أيها الحب .. آيا تموز اللقاء .. هل أنت من جمعنا .. هل السفرة الأولى في اللقاء كانت السبب .. آلفت قلبينا فتمحور الوتين للوتين .. آآآآآه ..
آيا وجع الأطلال ..آيا قلبي ؟؟!!..
تموز .. هناك سطرنا آمالنا فتلاشت .. هناك .. نامت سوسنة زهورنا فأذبلت .. وزهرة اللوز .. التي أهديتني وسفرنا كانت تتربع أوصالي منذ أثنى عشر عام .. ولا زلت أحتفظ بها بين ضلوع ِ .. أتذكر كم كنت قاسي عندما أجتثيت جناني من أوصالي .. واسكنته أوصالك .. وها أنت تعيد نفس الكره .. تقتلع من أوصالي كل الآمال والأطلال وترحل .. فقد أمسينا جاثيا قد اجتثت كل ربوعنا..
آيا وجع الذاكرة.. آيا دربي !!.
عامين ونصف .. وزهرة اللوز.. تلك التي أينعت في تموز وأشرقت بسمتها .. واحمرت ووجنتها وألتزمت بالاحمرار.. أنثى عشر عاما.. وقلبي الملهوف المشغوف لأذى حولين الأمصار.. يرقص ويرقص ويعانق الغيوم ويلاطف النجوم .. وقمري الذي أبتَّاع زهرة اللوز.. في تموز .. لازال يرقد مستند على فرح عامين ونصف.. والزهرة توردت .. فاذبلت ..
آيا وجع النفس..آيا حبي !!.
عامين ونصف من أصل أثنى عشر..وزهرة اللوز..تجن حصادا الشمس.. عامين ونصف واشراقتها كاللؤلؤ تلاطف أجواء المحار.. تزهرُ وتزهر.. وتداعب الشمس كلما أشرقت .. وجه ُنديّ ببراءة الطفولة .. وبعد عامين ونصف عاد تموز .. وزهرة اللوز.. أفجعت .. انهارت .. رسالة مفاجئة .. بعد عامين ونصف .. كل شئ ما بيننا انتهى .. وصمت .. وبكاء .. ونحيط مستبد .. ترذم أفكار .. وتقذم مرارات .. اجشهت في البكاء .. لماذا .. لماذا.. لماذا ..!!؟؟؟..
آيا فاجع الحب .. آيا عذابي !!.
عامين ونصف .. بعدها .. كتب في رسالته .. لا يمكننا التواصل معا .. وأن أربطك معي أكثر..وأن لا توجد لدي مادة كي نستمر .. وصمت .. كتب في رسالته.. لا نقاش .. ولا مواجه .. أحبته في غربته .. في سفره .. في دارسته .. في كل شئ يخطو .. وهي تخطو معه .. هذا تموز يعود من جديد.. في تموز .. كان اللقاء والفرحة والوصال.. وفي تموز .. كانت الخطبة والوجد والانفصال.. كان الانهيار .. كان الانتحار.. كان جحيم القرار.. لم أجد ردع عن ذاك الوجع عن صمت الأقدار.. تموز.. آيا شهر المفاجئات..
آيا وجع الأفكار..آيا ذنبي!!.
ثلاثة أيام .. وزهرة اللوز .. في بكاء ونشيج ونحيب ونحيط .. والوجد يلازمها من كل الحنايا.. والألم يأكل الأحشاء.. ثلاثة أيام لا النوم يحتويها .. ولا السهاد يراودها حتى السنة قد رحلت عنها .. بات الأسوداد يوصد العينين البرئتين ويطغى على نورق وجهها .. صمتّ .. فحكتْ .. فقالتْ .. فأنهتْ .. واستعادت قواها.. ولم تسطيع أن تشد من أزرها إلا القليل .. بعد القلى .. وعادة لتسقبل فاجعة أشد من تلك بعد ثلاثة اشهر .. تجر سلاسل الخيانة .. تجر معالم الأسى .. تجر الحنكه .. وتتقذم المر .. والرذيلة والخيانة ..باع الخلق والجمال والأدب .. واشترى بنت الجاه والمال والحسب .. بنت العمل والأمل .. التي وفرت كل شئ السكن والعمل والمأكل .. آيا تموز لم تكن أنت هذه المرة .. لأنك تموز الحب الذي يجمع المحابين المجانين في العشق .. بل ذاك كان تشرين .. الذي اخذ من الليل عسعسه .. ومن الصبح تنفسه ..ذاك الذي جعل الأموال تنحدر عليه ليترك القلب وحيدا .. ويحصد المال جما جما ..أغنته بأوجاع المال .. وأبيها وكله على إدارة الأعمال .. وهل يجن المال ما الناس عنه قد مال ..
آيا هم المال ..آيا صخب ِ!!.
لا تحيى نفس والمال لها سلطان..كم من غنيا عاش مكبل أحزان
الدين والخلق والمولى سبحان.. وخير جليس لكل العصور قرآن
تموز .. أيا تموز .. ولم يبقى من تموز .. وزهرة اللوز إلا حكاية العجوز.. تموز.. إن هيكلك نشئ مجددا..وروح باتت تحيا كاشراقة الشمس .. وقلب أينع بجمال الأصيل على رذاذ ينهمر بمحاذاة يم صامت .. وفرحة الندى التي تعلو على غصون غيد الزهور..
آيا صمت القلى آيا ربي!!.