الديمقراطية المباشرة بين القيادة & الشعب!!!!
من أقوال القائد :
ان الحكومة والشعب كالجسد الواحد .
إذا لم يقم عضو منه بواجبه إختلت بقية الأجزاء في ذلك الجسد
فابوس بن سعيد
سلطان عمان
القائد ..... وسياسة الباب المفتوح
_______________________
تحدث السلطان قابوس عن اسلوب المشاركة للمواطنين في المجلس ومستوى التمثيل فيه للولايات وقال إن ولايات عمان التسع والخمسين سوف يطلب منها ترشيح ثلاثة أشخاص لكل ولاية واكد على كلمة ترشيح بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معان ... فسيكون أعضاء هذا المجلس الجديد مرشحين من المواطنين وقال إن أصحاب الرأي والكلمة سيجتمعون ليرتبوا في ما بينهم ويرشحوا من يتوسمون فيهم الكفاءة حيث سيكون هناك ثلاثة مرشحين لكل ولاية .
وأكد السلطان قابوس على ان مجلس الشورى سيشكل من 59 عضواً مرشحاً أضافة الى رئيس المجلس الذي سيتم تعيينه .
وأشار جلالته إلى ان المجلس سيكون له دور مزدوج فهو سيتولى طرح وجهة نظر المواطن واقتراح الحلول والآراء فهو جسر عبور بين الحكومة والمواطن .... وسيكون هناك اجتماع دوري سنوي بين المجلس واعضاء من الحكومة وستعطي لعضو المجلس حقوق الاستفسار عنها .
كما سيكون على وزراء الخدمات واجب القاء بيانات في اجتماعات المجلس توضح القضايا المتعلقة بوزارتهم وما تنجزه من خطط كما سيكون من حق الأعضاء القيام بزيارات للحصول على اجوبة استفسارتهم من هذه الوزارات .
وستكون هناك اجتماعات بين اعضاء الحكومة والمكتب التنفيذي للمجلس مرتين في العام . إضافة الى اجتماع بين أعضاء المجلس وأعضاء للحكومة مرة في العام لتبادل المشورة والرأي .
وقال إن مجلس الشورى سيقدم إلينا من خلال رئيسه حصيلة عام كامل من العمل المشترك بين اعضاء الحكومة والمجلس .
وفي الاطار المشار إليه فأن خطاب وكلام جلالة السلطان المعظم يكتسبان في الواقع أهمية كبيرة خصوصاً انهما لم يعبرا فقط عن طبيعة الفترة المقبلة ولكن عبراً أيضاً عن بعض عناصر وملامح أساسية لها . ولعل من اهم تلك العناصر والملامح ما يأتي :
أولا :
___
دور متزايد الاهمية والاتساع للمجلس الاستشاري للدولة . وقبل الاشارة الى ما جاء في الخطاب السامي في هذا الشأن . فانه تجدر الاشارة الى ان جلالة السلطان المعظم كان قد أشار من قبل الى ان المجلس الاستشاري للدولة سيتم تطويره بما يتلائم مع مراحل التنمية في السلطنة . ومع الانتقال الى مرحلة جديدة تتطلب تطويراً وتحديثاً لاستراتيجية الدولة . فانه من الطبيعي ان يتزايد دور المجلس الاستشاري للدولة اهمية واتساعاً في ظل توجيهات جلالة السلطان المعظم وما تتطلبه المهمات المنوطه به .
لقد أشاد جلالة السلطان المعظم بالمجلس الموقر وبأدائه ودوره خلال السنوات الثماني الماضية . كما أكد أهتمام الحكومة الرشيدة بتوصياته الموضوعية والعملية والبناءة فضلاً عن الاهتمام والسامي بالمجلس وبدوره لذا اكد جلالته ان الدور الذي يقوم به مجلسكم يكتسب في هذه الفترة اهمية متزايدة تلقي عليه بواجبات أكبر من أي وقت مضى للمشاركة في تحمل أعباء المرحلة الجديدة ومسؤولياتها وتحقيق ما ترجوه لعماننا من تقدم ونماء .
ثانياً :
____
في الوقت الذي اكد فيه جلالته – حفظه الله – على تضافر الجهود وتحقيق مزيد من التكاتف لتطوير الانجازات ودفع التقدم .
وفي الوقت الذي تقوم به اجهزة الدولة بدراسة الخطة الخمسية الرابعة فإن جلالته قد وضع على عاتق المجلس مهمات محدودة الى جانب المهمات الاساسية للمجلس الموقر ويمكن تلخيص المهمات الجديدة في المرحلة المقبلة في عبارة هي تنمية الموارد المتاحة للدولة وتطويرها في مختلف المجالات والعمل على استغلالها الاستغلال الامثل .
وفي هذا المجال اوضح جلالته أنه ( اذ يواصل مجلسكم جهودة تجاوباً مع ما اوضحناه لكم من اهتمامات أساسية وغيرها من المهمات التي يباشرها المجلس في كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية فإن عليه :
ان يساهم في درس الخطوات اللازمة في الحاضر وفي المستقبل لتنمية الموارد الطبيعيةمما يساعد على تطوير طاقة الاقتصاد الوطني وانجاز مشاريع جديدة تعود على بلادنا وشعبنا بكل خير .
كما على المجلس ان يولي مزيداً من الاهتمام لاقتراح الوسائل الملائمة لتدريب القوى البشرية العمانية واعدادها للاعتماد في كل القطاعات .
فضلاً عما يجب أن يقوم به المجلس للمساهمة في ايجاد الحلول لأية معوقات تحد من كفاءة الاداء في مختلف مرافق الخدمات وان يوصي مما يراه ضرورياً لتحسين الخدمات التي تقدم الى المواطنين .
على مجلسكم ان يحرص دائماً على استقصاء المتطلبات الأكثر أهمية وحيوية لتنمية المناطق .
وان يحرص كذلك على المشاركة في ترسيخ وعي المواطن بأهداف التنمية ومهماتها واولوياتها والجهود التي تبذل لتنفيذها لما لذلك من اهمية في مساعدة المواطنين على تحديد الاحتياجات والمتطلبات الضرورية لمناطقهم وتعميق الترابط بين المواطنين والحكومة لانجاز ما نحن في صدره من جهود لتوسيع آفاق النماء في بلادنا .
ثالثاً :ان تطوير استراتيجية الدولة وتحديثها من شأنه أن يضع الأساس لبرامج وخطط بعيدة المدى تهدف الى تطوير مستوى النمو الاقتصادي والاجتماعي للبلاد بما يحقق طموحات هذا الجيل ويأخذ في الاعتبار مستقبل الاجيال المقبلة .
رابعاً :عملية التعمين كهدف وطني ستضل موضوع اهتمام كبير في المرحلة المقبلة أيضاً وهو ما يتطلب مزيداً من الجهود من جانب مختلف أجهزة الدولة وكل القطاعات الأهلية ومن المواطنين بصفة أساسية للارتفاع بنسبة التعمين في كل مجالات العمل الى أقصى حد ممكن .
خامساً :ان يواكب هذا الجهد على المستوى الداخلي جهد موارد على المستوى الخارجي لا يقل وضوحاً ويصب في النهاية في تعزيز عملية التنمية وتحقيق الأهداف العملية .
البرلمان المفتوح من خلال الجولات الميدانية :
_______________________________
وعبر عشرين عاماً من اعوام المسيرة العمانية الحديثة أعطى السلطان قابوس نموذجاً خاصاً في الفلسفة الادارية ونمط الحكم الذي يتضح على العصر ويظل مع ذلك مشدوداً الى خصوصيات ونمط معيشة المجتمع الذي يحكمه عبر اسلوب متميز من اللقاءات المفتوحة والجولات الميدانية .
اختار السلطان قابوس – حفظه الله – مدن عمان وقراها صاريا . صحاريها ووديانها جبالها وسهولها مقراً متنقلاً لــ (برلمان عمان المفتوح ) وهو سبلة عمانية في الهواء الطلق ومهرجان عماني يعقد من اجل عمان ومناسبة وطنية تنعقد من أجل مصلحة وطن ... شعب أنها مناسبة شعبية في لقاء سنوي متجدد ومتصل بين القائد وشعبه يتحسس من خلال جولته السنوية في ولايات السلطنة تطلعات مواطنية وآمالها في نموذج متميز يربط الشعب بالقائد دون رسميات ودون بروتوكول محدد ومسبق ..... يعطي التوجهات التي تضئ الطريق أمام المواطن ويستمع الى هموم المواطن وآماله ويتوقف عند آخر أنجز عبر المسيرة التي بدأت في عام 1970م .
ويحرص السلطان قابوس هلى هذه الجولات السنوية مرتاداً الجبال والوديان والسهول من أجل رفاهية المواطن العماني في حاضره واطمئنانه الى مستقبله ويحيط الشعب فائدة في كل مكان يحل فيه أو يمر به الموكب السلطاني بالحب والوفاء المتبادل .
وتمثل الجولات السنوية التي يقوم بها السلطان في مختلف ولايات السلطنة بصورة منتظمة نموذجاً للحوار والتواصل المستمرين بين السلطان والشعب العماني بأسلوب متميز يتلمس أحوال شعبه ويتعرفالى مشاكلة التي تجد طريقاً الى الحل . ويتفقد خلالها انجازات مسيرة التنمية الشاملة في البلاد . ويقف بنفسه على طموحات شعبه وملاحظاته واهتماماته ويتدارس مع وجهاء الولايات العمانية وأعيانها وشيوخها والمواطنين يهتدي بها وهو يؤدي دورة في خدمة وطنه .
تجاوب الشعب مع القائد :
__________________
وهذه الجولات السنوية لا تهدف الى البريق الاعلامي أو الى اظهار التاييد والولاء والحب الذي يكنه الشعب العماني لقائده فهذه حقائق لا تحتاج الى جهد او الى شهادة عمليه خصوصاً ان العقدين الماضيين قد حفلا بعدد لا يحصى منها . ولكن تلك الجولات تدخل في إطار التخطيط الاستراتيجي للقائد الذي يحرص على مشاهدة كل مناشط الحياة في عمان من شمالها الى جنوبها مستفسراً وموجهاً ومناقشاً شعبه في كل المستجدات التي تهم التنمية اللعمانية .
ولا شك في ان لاصطحاب السلطان قابوس معظم الوزراء والمستشارين في جولاته دلالة ومغزي كبيرين إذأنه يوجد التنفيذيين لزيارة العديد من المناطق والقرى لتفقد حسن تنفيذ الخطط النمائية المدرجة في الخطة العامة للدولة خصوصاً المتعلقة بالتنمية او الوضع الاقتصادي أو الشؤون المتعلقة باحلال العمالة الوطنية محل العمالة الوافدة .
وإذا كانت تنمية نفط عمان هي الشغل الشاغل للسلطان قابوس فان الجولات السنوية التي يقوم بها في مناطق ناهضة لا بد ان يكون في الاساس على يد أبنائها الذين يشكلون الثروة الحقيقية لوطنهم . وهذا يجعلنا نسترجع بفخر الماضي المجيد الذي سطره الآباء والاجداد . حيث التراث والحضارة العمانية التي وصلت إلى آفاق لا تزال شهرتها باقية .
قصة غلاء المهور :
_____________
ولا يوجد هناك ما يجعل قائداً له مكانة جلالة السلطان قابوس المعظم وخبرته يمضي الأيام والاسابيع يجوب مناطق عمان ويجلس مع المواطنين على بساط تحت الشمس المحروقة أحياناً . وفي ظل الامطار المنهمرة أحياناً أخرى – كي يستمع الى آرائهم ويتعرف الى أحوالهم وجهاً لوجه – إلا أن يكون ذلك القائد قد نذر حياته من اجل الانسان في عمان .... وإلا أن يكون قد حدد هدفه بوضوح ... وهو أن ياخذ بيد الانسان العماني .
فجلالته يعرف ان الانسان العماني صنع التاريخ . وكتب صفحات مشرقة من المجد للعرب والمسلمين وبنى امبراطورية للعرب في التاريخ وقهر البحار حتى وصل الى أقاصي الأرض وتحمل المصاعب والأهوال لسنوات طويلة ولكنه ظل صامداً .
وفي شهر مارس 1991م حينما كان جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم يقوم بإحدى جولاته السنوية في مناطق عمان لاحظ ان هناك مشكلة اجتماعية بدأت تطرق باب كل بيت في عمان وبحسه الاصيل وانتمائه الى شعبه قرر ان يواجه المشكلة وأن يبدأ شخصاً اقتحامها .
كان جلالة السلطان يعرف ان غلاء المهور بدعة دخيلة . فبدأ يناقش المواطنين في العلن .. واعلن في الجولة نفسها في إحدى ولايات المنطقة الشرقية ... ان غلاء المهور بدعة دخيلة على المجتمع العماني لا تتفق مع تقاليده العريقة ولا مع تعاليم الدين الاسلامي السمحة ولا سنة الرسول الكريم . ودعا الشباب والأهالي الى مواجهة المشكلة ... والقضاء عليها .
ولعد انتهاء الجولة مباشرة تناقلت الصحف الصادرة في عمان اخباراً من جميع الولايات عن زيجات جديدة عقدت بأقل حد ممكن من المهور .. كان الرد اكثر من مذهل ..
الموقف النبيل من جلالة السلطان قابوس المعظم ورد الفعل السريع من أبناء الشعب العماني أظهر للجميع مهمة ذات شقين :
الاول : أن جلالة السلطان يضع دائماً نصب عينيه الانسان في عمان .. وان جلالته على استعداد للتصدي بنفسه لأية مشكلة تؤرقه .
الثاني : أن الشعب العماني يثق بقائده ويؤمن به وبإنتمائه اليه ولذا فهو يستجيب له دائماً وعلى الفور .
