بسم الله الرحمن الرحيم
( تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعا ومما رزقناهم ينفقون) _السجدة
إنها حقاً صلاة عظيمه فقد أثنى الله على عباده الذين يقومون بهذه العباده فهم يهجرون مضاجعهم المفعمة بالراحة والسكينه للقيام بها خوفاً منهم من المولى الواحد القهار ودموعهم كالأمطار وطلباً وطمعاً للجنة وما هو خير لهم في الدنيا والآخره وللأسف أصبحت القلة القليله في زمننا هذا من يؤديها لأنهم لم يعووا فضلها العظييييييييم .....
فقد أمر الله سبحانه وتعالى الرسول صلى الله عليه وسلم في سورة المزمل بأدائها لقوله عز وجل: (قم الليل إلا قليلاً*نصفه أو انقص منه قليلاً*أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلاً) فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يتوانى عن القيام بها وكذا أصحابه فقد كانت تتفطر أرجلهم من القيام فمنهم من كان يقوم الليل كله ومنهم نصفه وآخرين ربعه وثلثه....
أخي \ أخيتي ألا تحب\ـين أن تكون\ ـي من عباد الرحمن فإنه عز من قائل قال في كتابه العزيز( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما والذين يبيتون لربهم سجداً وقياماً)_ الفرقان....يا لها من صلاة تقربنا للمولى الحق الذي بيده أن ينجينا وبفضلها من يوم تشخص فيه الأبصار وتذهل كل مرضعة عما أرضعت فنحن يا أحبتي محتاجون لما ينجينا من الكرب يوم الكرب حتى ولو كان عددها قليل إذ أن القيام من النوم والوضوء والصلاة ركعتان يعتبر قياماً لليل وله فضل عظيم.....
وقد رغب الرسول صلى الله عليه وسلم بهذه الصلاة حيث ورد عنه في سنده الصحيح عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم (في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها) فقال أبو مالك الأشعري: لمن هي يا رسول الله؟ قال:-( لمن أطاب الكلام ، وأطعم الطعام ،وبات قائماً والناس نيام) "صحيح".....
أرأيت كم من الفضل يعود لها نعم يا أخي\أخيتي فلنكن ممن يقيم الليل ويدع الله تضرعاً وخفية، نسأله بحرارة، ودمعة عابره في الثلث الأخير من الليل حيث ينزل الله تعالى في هذا الوقت ويقول هل من تائب أتوب له ،هل من مستغفر فأغفر له ،هل من سائل فأجب له ،فإنه حقاً رباًً كريم وعظيم مجيب الدعاء فهو يحب من يدعوه ويتضرع له في هذه الأوقات المستجابه، نعم ولنكن ممن قال عنهم المولى الحق(إن المتقين في جنات وعيون*ءاخذين مآءاتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين* كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون* وبالأسحار هم يستغفرون)_الذاريات....
إنها ركعتان والزيادة فيها خير نظهر فيها ذلنا وفقرنا إلى الله وأنه لا ملجأ ولا منجى منه إلا إليه ونطلبه فهو لن يخيبنا ويردنا خائبين ولنتذكر دوماً قول الرسول صلى الله عليه وسلم (عليكم بقيام الليل ، فإنه دأب الصالحين قبلكم ،وقربة إلى ربكم ،ومكفرة للسيئات ،ومنهاة عن الإثم )"صحيح".....
وعن جابر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن في الليل لساعةً لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيراً من أمر الدنيا والآخره إلا أعطاه إياه ، وذلك كل ليلة)"صحيح".....
فلما لا نكون ممن يوافقون هذه الساعه ونطلب الله ما نشاء من خير لنا في الدنيا والآخره أجل يا أخي\أخيتي سنتغلب على وساوس الشيطان ونستيقظ والناس نيام ونصلي طاعة وخضوع وطلب لله تعالى فالرسول صلى الله عليه وسلم وهو قدوتنا العليا قام حتى تورمت قدماه ، فقيل له: قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال: (أفلا أكون عبداً شكوراً)"صحيح".....
أرأيتم\ـن يا اخواني\أخواتي ما هو فضلها هذه الصلاة التي لا تتطلب جهدا كبيرا وهي تعتبر من الجهاد ضد النفس والشيطان وتجلب الحسنات الكثيره فقد روى أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : (أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل)"صحيح"....
وفي قيام الليل قرب من المولى عز وجل حيث روى عمرو بن عبسة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر ، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعه فكن)"صحيح"....
إنها دعوة من الرسول صلى الله عليه وسلم لنكون قريبين من المولى القهار الذي خضع له كل شي وله الأسماء الحسنى فلنلبي هذا العرض للتقرب من الرحمن الرحيم....
وفي الختام أوصي نفسي وإياكن بتقوى الله والحفاظ على هذه الصلاة وعدم التفريط بها فإنها وبإذن الله ستشفع لنا عند الله يوم الحساب إذ هجرنا مضاجعنا والناس نيام صاغرين إلى الحي الذي لا ينام.....
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين.....
