افتتح في مدينة دبي الاماراتية منتجع مغلق للتزلج يخيل لزائره انه في أحد منتجعات جبال الألب برياحه
الجليدية والثلج الذي يتساقط.
وفرشت كوم الثلج التي تملأ المنتجع على المنحدرات بشكل مدروس لتجنب أي انزلاق لاطنان الثلوج
الستة الاف التي ستكسو المكان مع بدئه بالعمل فعليا الشهر المقبل.
وفيما يسعى سياح على الشواطئ القريبة الى اكساب بشرتهم لونا برونزيا، يلعب الأولاد بالثلج في
المغاور الجليدية ويختبؤون وراء اشجار اللزاب - الاصطناعية طبعا - تحت قبة المنتجع داخل مركز التسوق الضخم "مول الامارات".وتحت هذه القبة العملاقة المعزولة، تقوم آلات خاصة بانتاج الثلوج وبنثرها على المنحدرات ما يدهش بالطبع الزوار الذين ياتون بمعظمهم من منطقة الخليج وبعضهم يلمسون الثلج للمرة الاولى.
ومشروع "مول الامارات" الذي كلف 272 مليون دولار ليس الا احدث المشاريع الخيالية التي تنفذ في مدينة دبي، واللائحة تشمل اطول برج في العالم وفندقا تحت البحر اضافة الى مدن عائمة على جزر اصطناعية بنيت في البحر على شكل شجرات نخيل.
والمنتجع الذي يحوي تلالا ومنحدرات اصطناعية، مساحته تقارب مساحة ثلاثة ملاعب كرة قدم ويمكنه ان يستوعب 1500 زائر.
ويشمل المشروع خمس حلبات للتزلج أطولها يبلغ أربعمائة متر مع مستوى انحدار يصل الى 62 مترا.
وقال المدير التنفيذي للمنتجع فيل تايلر أن الحلبة الأقل ارتفاعا ستفتح أمام المتزلجين في الثاني من كانون الأول/ديسمبر بينما الاطول، والتي تتضمن اول تلفريك ثلجي في العالم يعمل تحت سقف، ستفتح أبوابها في الرابع عشر من الشهر نفسه.
ويتضمن المنتجع أيضا كهوفا جليدية يمكن للأولاد أن يكتبوا ويرسموا بأصابعهم على جدرانها.
وبما ان يوم التزلج لا يكتمل من دون جلسة دافئة مع الاصحاب حول طبق الفوندو السويسري الشهير (الجبن المذاب) بالقرب من المدفأة، افتتح في المنتجع مقهيان الاول تحت اسم "افالانش" (انهيار ثلجي) والثاني يحمل اسم المنتجع السويسري الشهير "سان موريتس".
ويمكن رؤية السياح الذين يجوبون مركز التسوق بثيابهم الصيفية الخفيفة وهم ينظرون بذهول من خلف الواح الزجاج العملاقة الى الاولاد يلعبون بالثلج مع قفازاتهم ومعاطفهم.
وقالت الاماراتية علياء (28 عاما) الموظفة في مصرف "ساتزوج قريبا وسانتقل للعيش في اوروبا وربما يساعدني هذا الاختبار على الاعتياد على الطقس البارد".
اما الثلج في هذا المنتجع فهو يصنع بالطريقة نفسها التي يتكون فيها في الطبيعة، عبر خلق غيمة من البخار التي تتحول الى حبيبات ثلج بفعل الحرارة المنخفضة وتنهمر الحبيبات على المنحدرات والاشجار التي تزين المنتجع.
وقال السائح الالماني هانس "ان المشهد اشبه ببطاقة بريدية مخصصة لعيد الميلاد، وهو يبدو سورياليا".
اما المدير التنفيذي للمشروع تايلر فقال من جهته ان "الثلج في الصحراء هو اختبار فريد للسكان المحليين والسياح على حد سواء"، فالسياح الذي يزورون الامارة" بنسبة ستة ملايين سائح سنويا "يحتاجون الى وجهات سياحية غير الشواطئ ومراكز التسوق" على حد قوله.
واضاف تايلر "ان المنتجع سيكون بمثابة مدرسة جيدة للمواطنين وللوافدين لتعلم التزلج والاستمتاع لاحقا في رحلات التزلج التي يقومون بها في الخارج" مقرا بانه سيكون اول من سيأخذ دروسا في التزلج.
وسبق لتايلر ان عمل مسؤولا عن مشاريع ترفيهية عملاقة كمنتجع "ديزني لاند باريس" والدولاب العملاق في لندن (لندن اي جاينت فيريس ويل).
وقال تايلر "في المنطقة، توجد منتجعات تزلج في لبنان وايران الا ان نقطة القوة لدينا اننا نتمتع بظروف جوية مؤاتية طوال شهور السنة".
قد تبدو انجازات تايلر في السيطرة على عناصر الطبيعة مذهلة، الا ان وسائل الاعلام المحلية تحدثت مؤخرا عن تكسر عدد من الالواح الزجاجية التي تعزل المنتجع عن مركز التسوق ما دفع بالفريق المشرف على المشروع الى شراء الواح جديدة من سويسرا.
وقال سعودي يزور المشروع مازحا "أن ما أخشاه الآن هو هبوب عاصفة رملية فوق قبة المنتجع
واليكم الصور
