من على شواطئ قريتي..
من على شواطئ قريتي
==================
من كل هذا الضجيج أهرب
إلى هناك
حيث لا إنسان يوجد
حيث الهدوء والأمان
فقط أنا والذكريات
ذكريات طفولتي البريئة
هل سيسمح الزمن؟؟
أن أهرب من عالمي إلى هناك؟؟
ليوم ...لساعة.. للحظة وجيزة..
( رجاء .. )
أعدك أيها الزمن أن أعود إلى الصخب والضجيج
من جديد
أحلم دوما ...
أن أمارس الحياة ..من جديد
أن ألاعب الجريد ..
أن ألملم الأصداف..
و أجمع القباقب ..
أن أبني القصور من رمال
تغرقها الأمواج مرة ومرة
فتعلو الضحكات ...
حبيبتي الغالية
من هذه الذكريات ...
ربما هي ...
وطن ..قرية ..
حي من أحياء بلدتي القديمة
بستان نخيل ..
جسر من جذوعها
يربط البساتين
لا يفصل بينهما جدار
و لا أسلاك شائكة ...
و لا كلاب نابحة ..
حبيتي البراءة .. ..
حبيبتي الطهارة .. المؤودة
بما يبثه الفضاء
طهارة النفوس ..
تختنق تموت ..
في زمن كئيب ..
حبيبتي ..
لن أجدها بين أكوام المدينة
مدينة مليئة أناس ..
أشكالهم بشر ..
طباعهم ذئاب..
تنهش كل يابس و أخضر
مسعورة على الدوام..
تدوس كل معدم ..و معتر
لا تبالي ...تظل تلتهم دون شبع ..
أريد أن أهرب إلى هناك
لم أستطع مقاومة
حنين الذكريات
ترسم لي صورة ساحرة جذابة
قلمي هيا بنا إلى هناك نرتحل
ونترك الرفيق والصديق والأهل ..
لننعم السكون
و ربما تجد النفس الهدوء
وربما ..وربما ..
و ربما ..غافلنا البعض يراقب
بكاميرا خفية
يجلجل الفضاء بضحكة قوية
اسمح لنا فنحن هاهنا نصور..
بالكاميرا الخفية ...
فننزعج ونلقي بالأوراق والدفاتر
في الشاطئ الملوث
وتصرخ الأقلام في المحابر
أريد أن ألحق الدفاتر
أريد الانتحار
فلم يعد لهذه الحياة قيمة
بلاك يا حريتي المفقودة ..
مرئياتكم هي ما أنتظره أيها الأحبة
