رغم تسجيل تحفظات وتشكيل لجنة للرد عليه: الأزهر يوافق نهائياعلىإجازة كتاب "محمد" لبوش
http://www.qudspress.com/artimages/eg-azhar190704.jpg
بعد جدل وخلافات واضحة بين أعضائه، بسبب ما يتضمنه الكتاب من هجوم على نبي الإسلام، وافق مجمع البحوث الإسلامية، الذي يرأسه شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي بشكل نهائي على إجازة طبع ونشر وتداول النسخة الإنجليزية من كتاب "حياة محمد مؤسس الدين الإسلامي والإمبراطورية الإسلامية" لمؤلفه القس جورج بوش الجد الخامس للرئيس الأمريكي الحالي.
فقد أوصى المجمع في جلسته الخميس (30/6) برئاسة شيخ الأزهر بالتصريح بنشر الكتاب، ولكنه شدد في الجلسة على وجود أخطاء في الكتاب و"نقاط سلبية". وقرر تشكيل لجنة للرد عليها، وتفنيد أخطاء المؤلف، بيد أنه لا يعرف هل وافق المجمع على نشر نسخ عربية مترجمة للكتاب أم لا.
وكان قد ثار جدل كبير بين بعض العلماء الرافضين لنشر الكتاب بسبب تسرب أنباء عن موافقة الأزهر بعد نشر وكالة الأنباء الرسمية نبأ إجازته، رغم أن المجمع سبق له حظر العديد من الكتب التي تشوه الإسلام، بيد أن الأزهر الشريف نفى الأسبوع الماضي أن يكون مجمع البحوث الإسلامية التابع له قد أجاز الكتاب (محمد مؤسس الدولة الإسلامية) الذي يوجه انتقادات لنبي الإسلام صلى الله عليه وسلم.
وقال الشيخ إبراهيم عطا الفيومي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية لصحيفة /الأهرام/، قبل إجازة المجمع النهائية، إن المجمع لم يُجز الكتاب بعد، وأن التقرير الذي أعده أحد علماء مجمع البحوث لم تتم الموافقة عليه حتى الآن، وسيتم عرضه في جلسة المجمع المنعقدة برئاسة شيخ الأزهر، وأنه بعد طرح التقرير للمناقشة سيتخذ المجمع قرارا إما بالموافقة أو الرفض، مؤكدا وجود اختلاف حول الكتاب ومدى التزامه أو عدم مخالفته لما هو معلوم من الدين بالضرورة، وللحقائق الثابتة في حياة الرسول ومسيرته.
كما نفى ماهر الحداد مدير الإدارة العامة لشؤون مجلس المجمع ولجانه صحة إقرار المجمع للكتاب. وقال "ليس صحيحا ما أثاره البعض من أن الكتاب تم رفضه سلفا، وأن ما حدث هو مروره بالمرحلة الأولى للفحص، بمعرفة أحد المتخصصين، الذين ترشحهم إدارة البحوث والتأليف والترجمة بالمجمع لهذا الغرض".
ونوه عدد آخر من علماء المجمع إلى أنهم لم يقرؤوا الكتاب ولم يروه بعد، وبالتالي لن يحددوا رأيهم فيهم قبل ذلك التاريخ، وأن إجازة فرد له لا تعني إجازة كل المجمع له، والأمر متوقف على موقف جماعي لأعضاء المجمع.
بيد أن المجمع عاد في جلسته أمس ووافق، بشكل نهائي، على طبع وتداول النسخة الإنجليزية من الكتاب، وشكل لجنة للرد على ما جاء فيه.
وكانت وكالة أنباء الشرق الأوسط قد أذاعت خبرا يوم الخميس، قبل الماضي، تضمن موافقة مجمع البحوث الإسلامية على الكتاب، استنادا إلى أنه "عمل توثيقي يعرض صورة حية لحياة الرسول عليه الصلاة والسلام وسيرته الذاتية من حيث النشأة والأصول العربية"، وأن المؤلف أكد أن النبي محمد عليه الصلاة والسلام جعل للمرأة كيانا والآيات القرآنية ساوت في الكثير منها بين الرجل والمرأة.
وأثار نشر الخبر بلبلة وانتقادات من جانب بعض علماء الأزهر، كما انتقدت إجازة النشر بعض الصحف المستقلة والخاصة، حيث قالوا إن الكتاب يحمل كثيرا من المغالطات والافتراءات ضد الإسلام والرسول صلي الله عليه وسلم. وقالت صحيفة /الأسبوع/ المستقلة إن تقرير المجمع الذي أعده الدكتور محمد الشحات الجندي عضو مجمع البحوث الإسلامية وعميد كلية الحقوق جامعة حلوان، بالموافقة على تداول الكتاب، اعتبر أنه "عمل توثيقي نقدي لا يتضمن إنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة".
ورغم اعتراف التقرير أن الكتاب وردت فيه بعض المغالطات حول الإسلام إلا أن الدكتور محمد الجندي قال إنها مغالطات غير مستغربة، باعتبار أن المؤلف رجل دين مسيحي. ففي ختام التقرير أشار الدكتور الجندي إلى أن المؤلف أورد بعض المغالطات وكان من أهمها تلك المتعلقة بزواج الرسول صلي الله عليه وسلم بأكثر من 4 زوجات، علما بأن هذا مخالف للقرآن، الذي حدد تعدد الزوجات بأربع نساء فقط، وكذلك حديث رحلة الإسراء والمعراج وأنها غير منطقية وتتنافى مع العلم الحديث. وبرر الدكتور الجندي هذه المغالطات للمؤلف بأنها "ليست مستغربة، لأنها صادرة من رجل دين مسيحي، تكونت معرفته طبقا للأسرة المسيحية، التي نشأ فيها، وظروف الزمان والمكان والبيئة".
وقال الدكتور الجندي في تبريره لإجازة طبع الكتاب "لقد قرأت النص الأصلي باللغة الإنجليزية واحتكمت في رأيي إلى قاعدتين هما: إذا كان هناك مساس بالعقيدة أو إنكار لما هو معلوم من الدين بالضرورة، يجب عدم إجازة الكتاب.. لكن لم أجد ذلك وإنما كل ما تعرض له الكتاب مسائل اختلف فيها بعض المسلمين أنفسهم مثل، هل كان إسراء الرسول بالروح أم بالجسد؟.. وتعدد زوجات النبي أيضا فهو يتساءل أي المؤلف أن القرآن قد حدد تعدد الزوجات بأربع فقط، فكيف يتزوج الرسول أكثر من ذلك؟ فلجأ إلى الكتابات الإسلامية واحتكم إلى القرآن.. فهو مجرد سرد وحكي وليس قدحا أو ذما في النبي صلي الله عليه وسلم"، على حد قوله.
ويضيف الدكتور الجندي في تبريراته للتصريح بنشر الكتاب قائلا "طبقا للعقلية الغربية وطبقا لهذه الأسرة (بوش) إذا أخذ ما ورد في هذا الكتاب بإنصاف لبعض الحقائق الجوهرية للإسلام ولشخص الرسول صلي الله عليه وسلم فإن هذا الكتاب يكون في صالح الإسلام وليس ضده، كما قد يتبادر إلى ذهن البعض".
ويتناول كتاب القس جورج بوش الجد حياة الرسول صلي الله عليه وسلم وسيرته الذاتية بداية من نشأته، من حيث الأصول العربية، ورعاية جده له بعد وفاة والديه، وعمله بالتجارة مع السيدة خديجة. ووفق ما جاء في تقرير المجمع فإن مؤلف الكتاب يربط بين نشأة النبي محمد صلي الله عليه وسلم ووضعه والمصاعب التي واجهته لتحقيق هدف الدين العالمي الجديد.
ووفق النص المترجم يتهم القس بوش النبي صلي الله عليه وسلم مرارا وتكرارا بإثبات صدق نبوته بالمعجزات، وأن هذا المطلب تملص منه محمد صلي الله عليه وسلم بالكذب وتلفيق قصة الإسراء والمعراج، التي يصفها بأنها "رحلة مزيفة وتافهة وربما ابتدعها النبي كي يحقق لنفسه شهرة بوصفه قديسا، وربما ليرفع نفسه فوق مقام موسى كليم الله فوق الجبل المقدس، ويقول إنها تصورات أو خيالات صبيانية للنبي"!.
وقد أكد الدكتور عبد الرحمن عبد الله الشيخ صاحب الترجمة العربية الوحيدة للكتاب والصادرة عن دار المريخ للنشر لصحيفة /الأسبوع/ الأسبوعية أن الكتاب يضم أشنع ما كتب عن العرب والمسلمين والنبي محمد صلي الله عليه وسلم، والكتاب موجود في مكتبة الكونجرس الأمريكي، ولهذا المؤلف عشرات من الكتب في شروح أسفار العهد القديم، وأن كتاب "وادي الرؤى: إحياء رميم بني إسرائيل" من تأليف القس جورج بوش الجد من أبرز محطات الصهيونية الأمريكية الداعية إلى ضرورة العمل من أجل تجميع يهود العالم في فلسطين، وتدمير إمبراطورية "السارازان"، وهو الاسم الذي كان يطلقه الصليبيون وأوروبيو القرون الوسطى على العرب والمسلمين، ويعد هذا الكتاب من أهم ما ألفه جورج بوش الجد في نفس التوقيت الذي ألف فيه كتاب حياة محمد.
والكتاب، كما يقول الدكتور عبد الرحمن الشيخ، يصف الأمة العربية الإسلامية بأنها أمة من الهوام والجراد!. ويزعم القس جورج بوش الجد أن الله أراد للإسلام أن ينتصر على يد هذا النبي المحارب ليؤدب الكنائس المسيحية، التي ضلت السبيل إلى حين، وأن من أسلموا سيتركون إسلامهم مرة أخرى ليعودوا إلى حضن كنيسة أخرى سليمة العقيدة، وربما كان هذا عند عودة المسيح في الألفية...
خبر منقوووووول...
تحياتي للجميع....
