الرسول يخلع قميصه في السوق !!
ما أعظم بركة هذه النقود
أعطى النبي (صلى الله عليه واله وسلم) الى علي بن ابي طالب (عليه السلام)
اثنى عشر درهماً
وقال له : يا علي خذ هذه الدراهم ، واشتري لي ثوباً البسه.
قال علي (عليه السلام) : فجئت إلى السوق فاشتريت له قميصا باثنى عشر درهماً ، وجئت به إلى الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) فنظر اليه
وقال : يا علي غير هذا احبّ اليّ ، أترى صاحبه يقبلنا ، فقلت لا ادري ، فقال : انظر . قال علي (عليه السلام) : فجئت إلى صاحبه فقلت : ان رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) قد كره هذا ويريد ثوباً دونه ن فأقلنا فيه ، فردّ عليّ الدراهم ، وجئت بها إلى رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ، فمشى معي رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) إلى السوق ، ليبتاع قميصاً ، فرأى جارية على الطريق تبكي ، فقال لها : ما شأنك ؟ فقالت ، يارسول الله ، ان اهل بيتي أعطوني اربعة دراهم لأشتري لهم بها حاجة فضاعت ، ولا أجسر أن ارجع اليهم ، فأعطاها رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) أربعة دراهم وقال لها : ارجعي إلى اهلك . ومضى (صلى الله عليه واله وسلم) إلى السوق فاشترى قميصاً بأربعة دراهم ولبسه ، وحمد الله ، وخرج فراى رجلاً عرياناً يقول : من كساني كساه الله من ثياب الجنه ، فخلع رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) قميصه الذي اشتراه وكساه السائل ، ثم رجع إلى السوق فاشترى بالاربعة التي بقيت قميصاً آخر فلبسه وحمد الله ورجع إلى منزله ، وإذا الجارية على الطريق فقال لها رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) : مالك لا تأتين اهلك ؟ قالت : يا رسول الله اني قد أبطأت عليهم واخاف ان يطردوني .
فقال لها رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) : دليّني على اهلك . فدلته
فجاء (صلى الله عليه واله وسلم) حتى وقف على باب دارهم ثم قال : السلام عليكم يا اهل الدار . فلم يجيبوه فأعاد السلام فلم يجيبوه فأعاد السلام فقالوا : عليك السلام يا رسول الله ورحمة الله وبركاته
فقال (صلى الله عليه واله وسلم) : لهم مالكم تركتم اجابتي في اول السلام والثاني فقالوا : يارسول الله سمعنا سلامك فأحببنا ان نستكثر منه.
فقال (صلى الله عليه واله وسلم) : ان هذه الجارية ابطأت
عليكم ، فلا تؤاخدوها .
فقالوا : يارسول الله هي حرّة لممشاك ( أي لمقدمك )
فقال (صلى الله عليه واله وسلم) : الحمد الله ، ما رئيت اثنى عشر درهماً اعظم بركة من هذه . كسى الله بها عريانين واعتق رفبة .
( المصدر بحار الأنوار الجزء 11 الصفحة 121 )
