بسم الله الرحمن الرحيم
*" مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ
عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ"
صدق الله العظيم
* سورة الحديد, الآية:{22}
الحمد لله المنفرد بالبقاء والقهر, الواحد الأحد الفرد الصمد ذي العزة والستر؛ الذي لا ند له فيبــــــــاري.
وعقبي الكافرين النار , قدر مقادير الخلائق وأقسامها, وبعث أمراض وأسقامها, وخلق الموت والحياة ليبلوهم
أيهم أحسن عملا, وجعل للذين أحسنوا الدرجات, وللذين أساءوا الدركات, رحمة وعدلا , أحمده علي حلو القضاء ومره, وأعوذ به من سطواته ومكره.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له, إلها دائما عظيما عليا, جبارا قهارا قويا, جل عن الشبيه والنظير
وتعالي عن الشريك والنظير, وتقدس عن التعطيل وتنزه عن التمثيل.
واشهد أن محمدا عبد ورسوله أرسله رحمة للعباد, فدعا إلي الجنة, وأرشدهم غالي إتباع السنة
وجعل أعلاهم منزلة أعظمهم صبرا, فمن استرجع في مصيبته وأحتسبها ذخرا, كان له منزلة
عالية وقدرا, وكان مقتفيا هديا ومتبعا أثرا,,,,, صلي الله عليه وعلي آله وأصحابه وأزواجه وذرياته
الخيار, وسلم تسليما كثيرا مستمرا متصلا متعاقبا ما تعاقب الليل والنهار.
أما بعد؛
فالمسلم الحقيقي من استسلم للقضاء والقدر, والمؤمن من تيقن بصبره الثواب علي المصائب والضرر
ولما كانت المصائب علي اختلاف أنواعها : من نوائب الزمان , خطب مؤلم موجع, وأمر مهول مزعج,
وردت الأحاديث بما لمن أصيب: من المقامات , والمحتسب الصابر عليها ببشارة الجنات,
أحبائي أعضاء منتدى نبض المعاني أحببت أن أقدم هذا الموضوع ليكون مسليا" لقلوب المحزونين, ومفرجا لقرب الملذوعين, فكان أسمه:...
تسلية أهل المصائب...!!
جفت الأقلام ورفعت الصحف وقضي الأمر وكتبت المقادير. قل لن يصبينا إلا ما كتب الله لنا ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك...!!
إن رسخت هذه العقيدة في نفسك وقرت في ضميرك,, صارت البلية عطية والمحنة منحة وكل الوقائع جوائز
ومن يرد الله به خيرا" يصب منه فلا يصيبك قلق من مرض, أو موت ابن, أو خسارة مال, أو احتراق بيت.
فإن القادر قد قدر والقضاء قد حل والاختيار هكذا والخيرة لله والأجر حصل والذنب كفر, هنيئا" لأهل
المصائب صبرهم ورضاهم للآخذ المعطي القابض الباسط " لا يسأل عما يفعل وهم يسألون "
ولن تهدأ أعصابك وتسكن نفسك وتذهب وساوس صدرك حتى تؤمن بالقضاء والقدر,
جف القلم بما أنت لاق فلا تذهب نفسك حسرات ولا تظن انه كان بامكانك إيقاف الجدار أن ينهار ولا منع الريح
أن تهب أو حفظ الزجاج من أن ينكسر ,,,
فهذا ليس بصحيح علي رغمي و رغمك, فسوف يقع المقدور وينفذ القضاء ويحل المكتوب
"فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" أستسلم يا أخي للقدر, اعترف به قبل أن يدهمك سيل الندم وليهدا بالك إذا
فعلت الأسباب ووقع ما كنت تحذر فهذا هو الذي كان ينبغي أن يقع وقل يا أخي قدر الله وما شاء فعل ,,,,
فإن بعد الجوع شبع و بعد الظمأ ري و بعد المرض عافية,, سوف يرجع الغائب ويهتدي الضال فعسي الله أن
يأتي بالفتح أو أمر من عنده .. بشر المنكوب بلطف خفي وكف حانية وادعه وإذا رأيت الحبل يشتد ويشتد فاعلم
أنه سوف ينقطع و أعلم أن مع الخوف أمن ومع الفزع سكينة ,, فالنار لم تحرق سيدنا إبراهيم الخليل لأن
الرعاية الربانية فتحت نافذة بردا" وسلاما" والبحر لم يغرق سيدنا موسي لأن الصوت الصادق نطق
" كلا ان معي ربي سيهدين " والمعصوم الأمين صلي الله عليه وسلم بشر صاحبه في الغار بان الله معنا
فنزل الأمن والفتح و السكينة .. فاستحلفك بالله يا أخي وبكل عزيز عليك ان لا تضق من همومك ذرعا"
وأن تغفر وتسامح إذا ما ظلمت أو أخطأ في حقك فيكفي ما أنت فيهفإن الذي ينتصر علي غيره قوي والذي ينتصر
علي نفسه أقوي و ألجأ إلي الله واسأله ومن المحال دوام الحال
وأفضل العبادة انتظار الفرج و الأيام دول والغيب مستور والمعطي الوهاب كل يوم هو في شأن والله
سبحانه وتعالي سوف يحدث بإذنه بعد ذلك أمرا" وإن مع العسر يسر"
فيا أيها الأب المهموم لسوء حظك في ولدك , وياأيتها الأم الثكلى لفارق فلذة كبدها , ويا أيها الرجل الذي فقد المال
والولد , ويا أيها الابن الذي يعيش ما بين اليأس والرجاء.
إذا أرهقتك هموم الحياة
ومسك منها عظيم الضرر
وذقت الآمرين حتى بكيت
وضج فؤادك حتى انفجر
وسدت بوجهك كل الدروب
وأوشكت تسقط بين الحفر
فيمم إلي الله في لهفة
وبث الشكاة لرب البشر
أ بشّروا ، أن ما يحدث هو اختبار من الله للإنسان وكلما اشتد الكرب اقترب الفرج ، وأن ما هو قادم هو جزاء الصبر الجميل أملئوا الصدور والقلوب بحب الله والرضاء لقضائه, واجعلوا الأمل حقيقة تعيش وتثمر بيننا
فلولا مصائب الدنيا, لوردنا إلي يوم القيامة مفاليس
قبل أن أصل إلى نهاية هذا الموضوع ، توجّهت بكل نبضة في قلبي، وبكل خلجة في ضميري، إلى الله - سبحانه وتعالى - أن يجعلنا عبيد إحسان وإنعام لا عبيد اختبار وابتلاء,
كلمتان فيهما: الرزق والولد والفرج" استغفر الله "
وصلي اللهم وسلم وبارك علي أكرم الخلق ... سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم.
__________________________________________________ __________________
